في قلب الأحداث

| د. عبدالله الحواج

كأنه‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الأحداث،‭ ‬الأفراح‭ ‬والأتراح،‭ ‬حاضرًا‭ ‬حتى‭ ‬النخاع،‭ ‬يتحدث‭ ‬بضمير‭ ‬ملؤه‭ ‬الإيمان‭ ‬بوطنه،‭ ‬والوفاء‭ ‬لشعبه،‭ ‬والحنين‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬المباركة‭.‬

إنه‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬العلاجية‭ ‬الميمونة،‭ ‬في‭ ‬حضوره،‭ ‬في‭ ‬غيابه،‭ ‬في‭ ‬شفائه،‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬راحته،‭ ‬حتى‭ ‬وسموه‭ ‬في‭ ‬مجلسه‭ ‬العامر‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يبتعد‭ ‬عن‭ ‬شؤون‭ ‬وشجون‭ ‬أمته،‭ ‬نجده‭ ‬أشد‭ ‬قربًا‭ ‬من‭ ‬قضاياها،‭ ‬أكثر‭ ‬إحساسًا‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬تجاهها،‭ ‬وأعمق‭ ‬تأثيرًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يتعاطى‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬تعددها،‭ ‬وفي‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬تعقيداتها،‭ ‬وفي‭ ‬الإرهاصات‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬تماثلها‭ ‬وانتشارها،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬نجده‭ ‬حاضرًا‭ ‬حضور‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬نستشف‭ ‬من‭ ‬تجليه‭ ‬حولها‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬قائدا‭ ‬فوق‭ ‬العادة‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولًا‭ ‬لطول‭ ‬الوقت،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬أبًا‭ ‬حنونًا‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬محبيه‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬قياسي،‭ ‬وبأدق‭ ‬وأرقى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭.‬

مؤخرًا‭ ‬وجدنا‭ ‬سموه‭ ‬رغم‭ ‬مسافة‭ ‬البعد‭ ‬وظرف‭ ‬الاستشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬وهو‭ ‬يقدم‭ ‬واجب‭ ‬العزاء‭ ‬في‭ ‬برقياته‭ ‬الكريمة‭ ‬بوفاة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬سلطان‭ ‬عمان‭ ‬الشقيقة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬بن‭ ‬تيمور،‭ ‬ووجدناه‭ ‬يتلقى‭ ‬برقيات‭ ‬الشكر‭ ‬الجوابية‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬عمان‭ ‬الجديد‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬آل‭ ‬سعيد،‭ ‬والأسرة‭ ‬الحاكمة‭ ‬العمانية‭ ‬الكريمة،‭ ‬ثم‭ ‬وجدنا‭ ‬سموه‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعده‭ ‬وهو‭ ‬يتناغم‭ ‬في‭ ‬رسائله‭ ‬الكريمة‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‭ ‬مهنئًا‭ ‬إياه‭ ‬بيوم‭ ‬المنظمة،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬متلقيًا‭ ‬منه‭ ‬رسائل‭ ‬شكر‭ ‬جوابية‭ ‬تعترف‭ ‬بكل‭ ‬اجتلاء‭ ‬بدور‭ ‬سمو‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬بالمعمورة‭ ‬وتعميق‭ ‬رسائل‭ ‬الارتباط‭ ‬بالمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬دعم‭ ‬رخاء‭ ‬وازدهار‭ ‬الأمم‭.‬

إن‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬النادرة‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬والتعاضد‭ ‬مع‭ ‬هموم‭ ‬الإنسان‭ ‬الكونية،‭ ‬تمثل‭ ‬خروجًا‭ ‬مستمرًا‭ ‬على‭ ‬المألوف‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الرتيبة،‭ ‬انضباطًا‭ ‬منتظمًا‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬بالعالم‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه،‭ ‬شماله‭ ‬وجنوبه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬وسط‭ ‬مجتمعها‭ ‬الدولي،‭ ‬ومشاركة‭ ‬بإيمان‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬في‭ ‬أطروحاتهم‭ ‬الواضحة‭ ‬تجاه‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

إن‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬لم‭ ‬يغِب‭ ‬أبدًا‭ ‬عن‭ ‬أحوال‭ ‬أمته‭ ‬اليومية،‭ ‬يتابعها‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يتلقى‭ ‬علاجًا‭ ‬شافيًا‭ ‬من‭ ‬عارض‭ ‬صحي،‭ ‬وكأنه‭ ‬فارس‭ ‬يرفض‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬جواده‭ ‬العنيد،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬داهمه‭ ‬التعب‭ ‬أو‭ ‬ألمت‭ ‬به‭ ‬وعكة‭ ‬صحية‭ ‬مؤقتة،‭ ‬إنها‭ ‬صفات‭ ‬الرجال‭ ‬الأشداء‭ ‬عندما‭ ‬يقفون‭ ‬كقادة‭ ‬أوفياء‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أعاصير‭ ‬الحياة‭ ‬بحلوها‭ ‬ومرها،‭ ‬وهي‭ ‬ديادن‭ ‬الشرفاء‭ ‬عندما‭ ‬يؤمنون‭ ‬بقضية‭ ‬فإنهم‭ ‬يحملون‭ ‬على‭ ‬عاتقهم‭ ‬مشقة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مخارج‭ ‬طوارئ‭ ‬من‭ ‬أنفاق‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬للعيان‭ ‬مظلمة‭ ‬لكنها‭ ‬أمام‭ ‬رؤية‭ ‬وبصيرة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬مضيئة،‭ ‬واعدة‭.‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬ومنذ‭ ‬رحلة‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬كنت‭ ‬دائم‭ ‬المتابعة‭ ‬والسؤال‭ ‬وكانت‭ ‬الأخبار‭ ‬تأتي‭ ‬دائمًا‭ ‬مُطَمئِنة‭ ‬مُريحة‭ ‬مُؤكِدة‭ ‬سلامة‭ ‬القائد،‭ ‬ومستجيبة‭ ‬لدعواتنا‭ ‬إلى‭ ‬سموه‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل‭ ‬والعودة‭ ‬الميمونة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عن‭ ‬قريب‭.‬

بارك‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬سموكم،‭ ‬وأعادكم‭ ‬إلى‭ ‬بلادكم‭ ‬وشعبكم‭ ‬وأنتم‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬الصحة‭ ‬وتمام‭ ‬العافية،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬