البحرين وعمان.. وحدة الثوابت في رؤية جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء

| عادل عيسى المرزوق

هي‭ ‬سيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالمآثر‭ ‬والمناقب‭ ‬للمغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬جلالة‭ ‬السلطان‭ ‬قابوس‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬هذا‭ ‬القائد‭ ‬الفذ،‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬منارة‭ ‬إشعاع‭ ‬حضاري‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للغير‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول،‭ ‬وللراحل‭ ‬الكبير‭ ‬أدواره‭ ‬المشهودة‭ ‬وجهوده‭ ‬الكبيرة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تعزية‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬نهضة‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬الحديثة‭ ‬وتطورها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬وخدمة‭ ‬شعبه‭ ‬وأمته‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬وإسهاماته‭ ‬مع‭ ‬إخوانه‭ ‬أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وتوطيد‭ ‬أركان‭ ‬مسيرته‭ ‬المباركة،‭ ‬ودعوات‭ ‬جلالته‭ ‬بالتوفيق‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬آل‭ ‬سعيد،‭ ‬لإكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والنماء‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وازدهار‭ ‬السلطنة‭ ‬وشعبها‭ ‬الشقيق‭.‬

‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬مسيرة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬العميقة‭ ‬ووحدة‭ ‬الثوابت‭ ‬والروابط‭ ‬الوثيقة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬القيادتين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬البلدين،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬أهميتهما‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬والخليجي‭ ‬والتعاون‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬وهي‭ ‬صورة‭ ‬للتآخي‭ ‬والمحبة‭ ‬العظيمة‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وأهل‭ ‬عمان،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسته‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬لعلاقاتي‭ ‬مع‭ ‬الأحبة‭ ‬سواء‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬المسئولين‭ ‬أو‭ ‬عامة‭ ‬الشعب‭ ‬العماني‭ ‬وعلاقاتي‭ ‬الطيبة‭ ‬مع‭ ‬مشايخ‭ ‬القبائل،‭ ‬وسمعت‭ ‬منهم‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬جلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬منذ‭ ‬سنين،‭ ‬في‭ ‬المناصب‭ ‬التي‭ ‬تقلدها‭ ‬والتي‭ ‬أثبت‭ ‬فيها‭ ‬كاريزما‭ ‬القيادة‭ ‬فكريًّا‭ ‬وثقافيًّا‭ ‬واجتماعيًّا،‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبادرات‭ ‬الخلاقة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭.‬

وهذه‭ ‬العلاقات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬التام‭ ‬بمكانة‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ثمارها‭ ‬أيضًا‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والتقدير‭ ‬والإجلال‭ ‬لمقام‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬زيارة‭ ‬لي‭ ‬للسلطنة،‭ ‬وفي‭ ‬لقاءاتي‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬المسئولين،‭ ‬أتشرف‭ ‬بتلك‭ ‬الإشادات‭ ‬الكبيرة‭ ‬بقيادتنا‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ودور‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأبعاد‭ ‬التاريخية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والحضارية‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وتعود‭ ‬بي‭ ‬الذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬زار‭ ‬صاحب‭ ‬المعالي‭ ‬السيد‭ ‬حمود‭ ‬بن‭ ‬فيصل‭ ‬البوسعيد‭ (‬وزير‭ ‬الداخلية‭) ‬في‭ ‬السلطنة‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬له‭ ‬والتقوا‭ ‬بسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬الأخوة‭ ‬بأنه‭ ‬مصدر‭ ‬اعتزاز‭ ‬بتأكيد‭ ‬سموه‭ ‬وحرصه‭ ‬في‭ ‬توجيهاته‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬تزداد‭ ‬تطورًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭.‬

‭ ‬إذن،‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وعمان‭ ‬رباط‭ ‬وثيق‭ ‬وقوي‭ ‬تأسّس‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬القيادتين‭ ‬الرشيدتين‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬الثوابت‭ ‬المشتركة،‭ ‬ويحق‭ ‬لنا‭ ‬كشعبين‭ ‬شقيقين‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هاتان‭ ‬الدولتان‭ ‬موضع‭ ‬احترام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قيمهما‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية‭ ‬الرائدة‭ ‬ونشر‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬