ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... قصة قطر (10)

| د. طارق آل شيخان الشمري

ثلاثة‭ ‬أطراف‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬احتلال‭ ‬مصر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وفكريا،‭ ‬أول‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬هي‭ ‬إيران،‭ ‬الحالمة‭ ‬بعودة‭ ‬الأمجاد‭ ‬المقبورة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وأراد‭ ‬تحقيقها‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بمؤسس‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬الخميني،‭ ‬فقد‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬الشيعة‭ ‬والسنة‭ ‬المسلمون‭ ‬ما‭ ‬هم‭ ‬إلا‭ ‬تركة‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬له،‭ ‬حتى‭ ‬يكونوا‭ ‬عبيدا‭ ‬وجنودا‭ ‬له‭ ‬بتنفيذ‭ ‬وسوسة‭ ‬الشيطان‭ ‬له،‭ ‬بأنه‭ ‬سيكون‭ ‬قائد‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذي‭ ‬تخضع‭ ‬له‭ ‬الرقاب‭ ‬والبلاد،‭ ‬كونه‭ ‬حمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمر‭ ‬الإلهي‭ ‬بأن‭ ‬الله‭ ‬سيمكنه‭ ‬من‭ ‬خلافة‭ ‬الأرض‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬وسوسة‭ ‬الشيطان‭ ‬له‭ ‬بأنه‭ ‬قائد‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بدأ‭ ‬تسويق‭ ‬مشروعه‭ ‬للمسلمين،‭ ‬وصدقه‭ ‬وانخدع‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬السذج،‭ ‬لكن‭ ‬جل‭ ‬من‭ ‬اتبعه‭ ‬من‭ ‬العملاء‭ ‬والخونة‭ ‬وعابدي‭ ‬الأموال‭ ‬والجاه،‭ ‬وقد‭ ‬تبعه‭ ‬خوارج‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬القاعدة‭ ‬وداعش،‭ ‬وإن‭ ‬تظاهروا‭ ‬بمعاداته،‭ ‬وتبعه‭ ‬أيضا‭ ‬خوارج‭ ‬العروبة‭ ‬الإسلامية‭ (‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭)‬،‭ ‬الذين‭ ‬يوالون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬عربي‭ ‬مسلم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقواء‭ ‬به‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬لينالوا‭ ‬الفتات‭ ‬من‭ ‬خيراتها‭.‬

لهذا،‭ ‬شكلت‭ ‬مصر‭ ‬جوهرة‭ ‬الحلم‭ ‬الكسروي‭ ‬للخميني،‭ ‬وعليه،‭ ‬فإن‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬خوارج‭ ‬العروبة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬كانوا‭ ‬الأداة‭ ‬الأمثل‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬الشيطاني‭ ‬للخميني‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬الخامنئي،‭ ‬والمنفعة‭ ‬مشتركة،‭ ‬وكان‭ ‬لابد‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬غطاء‭ ‬وعباءة‭ ‬يتخفون‭ ‬بها،‭ ‬وهذه‭ ‬العباءة‭ ‬هي‭ ‬خوارج‭ ‬العروبة‭ ‬الإسلامية‭ ‬“الإخوان”،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬سينتفع‭ ‬به‭ ‬خوارج‭ ‬العروبة‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الخمينية‭ ‬هو‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والمالي‭ ‬والإعلامي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬طبعا‭ ‬إلى‭ ‬قنوات‭ ‬الإعلام‭ ‬القطري‭ ‬كـ‭ ‬“الجزيرة”‭ ‬وغيرها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬الخمينية‭ ‬تتفاخر‭ ‬باحتلالها‭ ‬أربع‭ ‬عواصم‭ ‬عربية‭. ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬“الربيع”‭ ‬الغطاء‭ ‬الأمثل‭ ‬لتنفيذ‭ ‬تحالف‭ ‬الخمينيين‭ ‬مع‭ ‬خوارج‭ ‬العروبة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لدخول‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬فتح‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخوارج‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭ ‬لمصر‭ ‬لإدخال‭ ‬الخمينيين،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسحقهم‭ ‬شعب‭ ‬مصر‭ ‬سحقا‭ ‬لم‭ ‬ينسوه‭ ‬أبدا‭. ‬أما‭ ‬الطرفان‭ ‬الآخران‭ ‬المشاركان‭ ‬بهذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬فهما‭ ‬“أحفاد‭ ‬القوقازيين‭ ‬الوثنيين”،‭ ‬و‭ ‬”سياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية”‭.‬