مسرحية إخراج القوات الأميركية من العراق

| شه مال عادل سليم

صوت‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬العراقي‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬وفي‭ ‬جلسة‭ ‬استثنائية‭ ‬بحضور‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬عادل‭ ‬عبدالمهدي‭ ‬و170‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬تحالف‭ (‬الفتح‭ ‬وسائرون‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬غاب‭ ‬عنها‭ ‬النواب‭ ‬الكورد‭ ‬والسنة،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬يدعمون‭ ‬تواجدا‭ ‬أميركيا‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لمواجهة‭ ‬تمدد‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني،‭ ‬صوت‭ ‬الحضور‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬يلزم‭ ‬الحكومة‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬طلب‭ ‬المساعدة‭ ‬المقدم‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬بقيادة‭ ‬واشنطن‭ ‬وإنهاء‭ ‬أي‭ ‬تواجد‭ ‬للقوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬العراقية‭.‬

ومن‭ ‬المضحك‭ ‬المبكي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يطالب‭ ‬بطرد‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬وأذنابها‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أدخلته‭ ‬واشنطن‭ ‬لـ‭ ‬“بغداد”‭ ‬بدبابة‭ ‬أميركية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬ومن‭ ‬يستعرض‭ ‬ولاءه‭ ‬للجارة‭ ‬السيئة‭ ‬إيران‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬صفق‭ ‬لـ‭ ‬“بوش‭ ‬الابن”‭ ‬ومصطلح‭ ‬تحقيق‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬بمساعدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

نعم‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يطالب‭ ‬بخروج‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬سليماني‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬وقع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الأمنية‭ ‬مع‭ ‬أميركا‭ ‬وشكر‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬وعوائلها‭ ‬على‭ ‬التضحية‭ ‬الغالية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحرير‭ ‬العراق‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬البعثي‭ ‬الفاشي‭. ‬

إن‭ ‬من‭ ‬يطالب‭ ‬اليوم‭ ‬بطرد‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ (‬الغادرة‭) ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬حاول‭ ‬التصدي‭ ‬لحذاء‭ ‬الصحافي‭ ‬منتظر‭ ‬الزيدي‭ ‬الذي‭ ‬قذف‭ ‬زوج‭ ‬حذائه‭ ‬صوب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬أثناء‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬ديسمبر‭ ‬2008‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يصيب‭ ‬الرئيس‭ (‬البطل‭ ‬بوش‭). ‬

ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭: ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬بإخراج‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬انتقال‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬إقليم‭ ‬كوردستان‭ ‬طبعا‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الترحيب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حكومة‭ ‬الإقليم‭ ‬وقانونيا‭ ‬الإقليم‭ ‬تابع‭ ‬للعراق‭ ‬وبالتالي،‭ ‬قرار‭ ‬الإخراج‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬يشمل‭ ‬الإقليم‭ ‬أيضا،‭ ‬السؤال‭ ‬هنا‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬هذه‭ ‬الحزورة،‭ ‬وهل‭ ‬يشمل‭ ‬قرار‭ ‬خروج‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬أيضا‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬التركية‭ ‬والإيرانية‭ ‬المتواجدة‭ ‬داخل‭ ‬أراضي‭ ‬العراق؟‭. ‬“إيلاف”‭.‬