ومضة قلم

أين وعودكم؟!

| محمد المحفوظ

لو‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬استطلاعا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬تم‭ ‬إجراؤه‭ ‬لقياس‭ ‬مستوى‭ ‬الرضا‭ ‬الشعبي‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابيّ‭ ‬لكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬متدنية‭ ‬للغاية‭ ‬لسبب‭ ‬لا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنّه‭ ‬غائب‭ ‬عن‭ ‬الأذهان،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬المجلس‭ ‬وبصراحة‭ ‬لم‭ ‬ينجز‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬مما‭ ‬يتطلع‭ ‬إليه‭ ‬المواطن‭. ‬حالة‭ ‬من‭ ‬السخط‭ ‬والتذمر‭ ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬أكثر‭ ‬صراحة‭ ‬فإنّ‭ ‬مشاعر‭ ‬الحزن‭ ‬والإحباط‭ ‬مما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬أوضاع‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬متردية‭ ‬مقابل‭ ‬تنكر‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬وعودهم‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬إثارة‭ ‬قضايا‭ ‬هامشية‭.‬

ليست‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الهدف،‭ ‬ولكنّ‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬تنبري‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬لتبرير‭ ‬وسوق‭ ‬الأعذار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬قبولها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬عدم‭ ‬تعاون‭ ‬أعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬كالوزراء‭ ‬وغيرهم‭. ‬إننا‭ ‬نجزم‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬توفرت‭ ‬الجدية‭ ‬لدى‭ ‬النواب‭ ‬لأمكنهم‭ ‬الخروج‭ ‬ببعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬لكنهم‭ - ‬وهذا‭ ‬مؤسف‭ ‬جدا‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬قناعتهم‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬النائب‭ ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأسئلة،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬الصحافية،‭ ‬وهذه‭ ‬لعبة‭ ‬باتت‭ ‬مكشوفة،‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬تقييمنا‭ ‬لدرجة‭ ‬الإنجاز‭ ‬بالغة‭ ‬الضآلة‭ ‬فإنّ‭ ‬الذّي‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬به‭ ‬أنّ‭ ‬المجلس‭ ‬النيابيّ‭ ‬بمثابة‭ ‬طوق‭ ‬نجاة‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يمارسه‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬وأهمها‭ ‬الدور‭ ‬الرقابيّ‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭.‬

والسؤال‭ ‬هل‭ ‬يتحمل‭ ‬المواطن‭ ‬الناخب‭ ‬مسؤولية‭ ‬هزالة‭ ‬أداء‭ ‬النائب؟‭ ‬وهل‭ ‬تنتهي‭ ‬مهمة‭ ‬الناخب‭ ‬بمجرد‭ ‬التصويت؟‭ ‬بالطبع‭ ‬إنّ‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬في‭ ‬سوء‭ ‬الاختيار‭ ‬أولا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬متابعة‭ ‬أداء‭ ‬النائب‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭. ‬الضعف‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التشريعي‭ ‬والرقابي‭ ‬ستكون‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬المواطن‭ ‬المعيشية‭ ‬بوجه‭ ‬خاص،‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا‭ ‬ما‭ ‬يشيعه‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬المواطن‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬العضو‭ ‬البرلماني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رهن‭ ‬إشارته‭ ‬وتلبية‭ ‬رغباته‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يمنحه‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬وقته‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬همومه‭ ‬وأمنياته‭.‬

الكثيرون‭ ‬تألموا‭ ‬وصدموا‭ ‬من‭ ‬نوابهم‭ ‬لأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأخيرين‭ ‬تنكروا‭ ‬لما‭ ‬قطعوه‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬تعهدات‭ ‬بالالتقاء‭ ‬بالناخبين‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬ولا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬مطلب‭ ‬عسير‭ ‬ولا‭ ‬يعيقهم‭ ‬عن‭ ‬النهوض‭ ‬بواجباتهم‭ ‬النيابية،‭ ‬يبقى‭ ‬تذكير‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬بأنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬فوق‭ ‬النقد‭ ‬ولا‭ ‬المحاسبة،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬محاسبتهم‭ ‬عن‭ ‬الأخطاء‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬الناخب‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬استجابة‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬لنداءات‭ ‬المواطن‭.‬