فديتُ ضوءَكِ يا منامة

| سوسن كمال

“الضوء‭ ‬لاح‭... ‬فديتُ‭ ‬ضوءك‭ ‬في‭ ‬السواحل‭ ‬يا‭ ‬منامة”،‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تغنى‭ ‬بها‭ ‬الراحل‭ ‬غازي‭ ‬بن‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬القصيبي‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة،‭ ‬وهي‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬تبادرت‭ ‬إلى‭ ‬ذهني‭ ‬فور‭ ‬إعلان‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمةً‭ ‬للسياحة‭ ‬العربية‭ ‬2020،‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تتألق‭ ‬فيها‭ ‬المنامة‭ ‬بين‭ ‬العواصم‭ ‬والمدن،‭ ‬فهذه‭ ‬المدينة‭ ‬اللامعة‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬ميناءً‭ ‬للسفن‭ ‬والأشرعة،‭ ‬وأضحت‭ ‬ميناءً‭ ‬للقلوب‭ ‬والأرواح،‭ ‬تسرق‭ ‬الأنظار‭ ‬والأفئدة‭.‬

تحمل‭ ‬المنامة‭ ‬إرثاً‭ ‬زاخراً‭ ‬وحاضراً‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬التعددية‭ ‬الثقافية،‭ ‬والتآلف‭ ‬المجتمعي،‭ ‬والتفوق‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والنشاط‭ ‬العمراني‭ ‬والمالي،‭ ‬الفنادق‭ ‬الفخمة،‭ ‬المصارف‭ ‬الكبيرة،‭ ‬شركات‭ ‬التأمين،‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية،‭ ‬الكنيسة‭ ‬والمسجد‭ ‬والمأتم،‭ ‬ومثلما‭ ‬يأخذك‭ ‬فريج‭ ‬الفاضل‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬رحب‭ ‬من‭ ‬الذاكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الراقية،‭ ‬يأخذك‭ ‬ميناء‭ ‬سلمان‭ ‬وباب‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬قوي‭ ‬ومتين‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬النشطة،‭ ‬ومثلما‭ ‬يأخذك‭ ‬بيت‭ ‬إبراهيم‭ ‬العريّض‭ ‬إلى‭ ‬ريادة‭ ‬أدبيّة‭ ‬سبّاقة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يأخذك‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للمؤتمرات‭ ‬إلى‭ ‬تواصل‭ ‬دولي‭ ‬عملاق‭.‬

ماذا‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬سيقول‭ ‬الراحل‭ ‬القصيبي‭ ‬لو‭ ‬رأى‭ ‬المنامة‭ ‬الآن،‭ ‬والمرفأ‭ ‬المالي‭ ‬يناطح‭ ‬السحاب،‭ ‬ومراوح‭ ‬المركز‭ ‬التجاري‭ ‬العالمي‭ ‬تشق‭ ‬الغيوم،‭ ‬والمباني‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬تكتفِ‭ ‬باحتوائها‭ ‬على‭ ‬مجالس‭ ‬الضيوف،‭ ‬بل‭ ‬مهابط‭ ‬الطائرات،‭ ‬ماذا‭ ‬تُراه‭ ‬سيقول‭ ‬لو‭ ‬رأى‭ ‬الأبراج‭ ‬تقفُ‭ ‬واثقةً‭ ‬وسط‭ ‬الخليج‭ ‬المتلألئ،‭ ‬والجزر‭ ‬الجذابة‭ ‬تغري‭ ‬الناظرين،‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬رأى‭ ‬الجسور‭ ‬المترابطة،‭ ‬والشوارع‭ ‬المنظمة،‭ ‬والمجمعات‭ ‬المتنوعة‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬للإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬حكاية‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬الترحاب‭ ‬والطيبة‭ ‬والأخلاق،‭ ‬تنافس‭ ‬في‭ ‬رِفعتها‭ ‬علو‭ ‬الأبراج،‭ ‬فأهلاً‭ ‬وسهلاً‭ ‬بكل‭ ‬سائح‭ ‬سيشرّف‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬السياحة‭ ‬العربية‭ ‬2020‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وما‭ ‬هذا‭ ‬الإعلان‭ ‬إلا‭ ‬استمرار‭ ‬لبشائر‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬تهطل‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬الضوء‭ ‬لاح‭ ‬فديتُ‭ ‬ضوءَكِ‭ ‬في‭ ‬السواحل‭ ‬يا‭ ‬منامة،‭ ‬فوقَ‭ ‬الخليجِ‭ ‬أراكِ‭ ‬زاهية‭ ‬الملامح‭ ‬كابتسامة‭.‬