لمحات

حقوق موظفي القطاع الخاص

| د.علي الصايغ

هناك‭ ‬إشكالية‭ ‬حقيقية‭ ‬تواجه‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وهي‭ ‬اتباع‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬أو‭ ‬المؤسسات‭ ‬طريقة‭ ‬تبخس‭ ‬حقهم‭ ‬بعدم‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬تأمينات‭ ‬العمل‭ ‬عنهم‭ ‬لفترة‭ ‬الثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬التجريبية؛‭ ‬فبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بإبرام‭ ‬عقد‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬نفس‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬الأشخاص‭ ‬لثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬أخرى،‭ ‬وهكذا،‭ ‬وذلك‭ ‬بغرض‭ ‬التملص‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬التأمين‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬وهم‭ ‬مضطرون‭ ‬في‭ ‬أحايين‭ ‬كثيرة‭ ‬للقبول‭ ‬بهذا‭ ‬الوضع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬تتضاءل‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم؛‭ ‬بسبب‭ ‬الازدياد‭ ‬المضطرد‭ ‬للسكان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى؛‭ ‬مثل‭ ‬فرض‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬كافة،‭ ‬فظهرت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات‭ - ‬المراوغة‭ ‬للقانون‭ - ‬بشكل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يثبت‭ ‬بسهولة‭ ‬الإدانة‭ ‬ضد‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتجاوزة‭.‬

مسألة‭ ‬أخرى،‭ ‬يخدم‭ ‬برنامج‭ ‬دعم‭ ‬أجور‭ ‬حديثي‭ ‬التخرج‭ - ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تمكين‭ - ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬يساند‭ ‬أصحاب‭ ‬المنشآت‭ ‬التجارية‭ ‬بتسهيل‭ ‬عملية‭ ‬التوظيف،‭ ‬وزيادتها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تشجيع‭ ‬زيادة‭ ‬الأجور؛‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬تمكين‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬ملحوظ،‭ ‬مشكور،‭ ‬يلقي‭ ‬بظلاله‭ ‬الوفيرة‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬التجارية‭ ‬ككل،‭ ‬لكن‭ ‬ثمة‭ ‬من‭ ‬يستغل‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬ليساوم‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬المتحصلة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالموظفين،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين‭ ‬الجدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستلموا‭ ‬المبلغ‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬تمكين‭ ‬فقط،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬بتسديد‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ‭ ‬المعلن‭ ‬الخاص‭ ‬بالموظفين،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬الاشتراطات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬تمكين‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬بعض‭ ‬المستغلين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬بطلب‭ ‬اقتسام‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬تمكين‭ ‬للموظفين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬دعم‭ ‬الأجور،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اتباع‭ ‬سياسة‭ ‬التطفيش‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تلتزم‭ ‬فيها‭ ‬تمكين‭ - ‬وفق‭ ‬البرنامج‭ - ‬بدعم‭ ‬الأجور‭ (‬18‭ ‬شهراً‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتم‭ ‬ضرورة‭ ‬تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المستغلين‭ ‬للبرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬المقدمة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القوانين‭ ‬الداعمة‭ ‬للعمالة‭ ‬والمساندة‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬