محطات سفير

| أحمد محمد الدوسري

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬باليوم‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬احتفاءً‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وما‭ ‬يحققه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ورفعة‭ ‬شأنها‭. ‬إن‭ ‬تخصيص‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬تكريم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬لنا‭ ‬المنتسبين‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ويسرني‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السعيدة‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬القراء‭ ‬الأعزاء‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تجربتي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بالسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

خلال‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬عضوا‭ ‬في‭ ‬البعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬في‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬اكتسبت‭ ‬خبرة‭ ‬شاملة‭ ‬عن‭ ‬أوضاع‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬كما‭ ‬جعلتني‭ ‬مدركًا‭ ‬باهتمامات‭ ‬الدول‭ ‬المختلفة‭ ‬وما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬ومشاكل،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والوكالات‭ ‬المتخصصة‭ ‬المنبثقة‭ ‬عنها‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالنمط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف‭ (‬Multilateral Diplomacy‭)‬،‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬للدبلوماسيين‭ ‬الممثلين‭ ‬عن‭ ‬حكوماتهم‭ ‬التباحث‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار‭ ‬بشأن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬تلك‭ ‬الحكومات‭ ‬وتتطلب‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬دولية‭ ‬جماعية‭ ‬لها‭. ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬بفرصة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حصول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬العامين‭ ‬‮١٩٩٨‬‭ - ‬‮١٩٩٩‬،‭ ‬وتعرفت‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بآلية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬القرارات‭ ‬والتفاوض‭ ‬بشأن‭ ‬موادها‭ ‬وبنودها‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬إقرارها‭ ‬وتنفيذها،‭ ‬وقد‭ ‬لعبت‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬دورًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬وأبرزها‭ ‬القضية‭ ‬العربية‭ ‬الأولى‭ ‬“القضية‭ ‬الفلسطينية”‭ ‬وما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬والحصار‭ ‬الدولي‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬ليبيا‭ ‬آنذاك‭. ‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬عملي‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬ترتيب‭ ‬زيارة‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬‮٢٧‬‭ ‬و‮٢٨‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮٢٠٠٨‬،‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬رئيسًا‭ ‬للبعثة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬برلين،‭ ‬التقى‭ ‬جلالته‭ ‬خلالها‭ ‬برئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬آنذاك‭ ‬السيد‭ ‬هورست‭ ‬كولر‭ ‬والمستشارة‭ ‬الألمانية‭ ‬أنجيلا‭ ‬ميركل،‭ ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية،‭ ‬وعرض‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المتاحة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬للمستثمرين،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتني‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومصالحها‭ ‬الحيوية‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬واجهته‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وأخطار‭ ‬خارجية‭ ‬خلال‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤسفة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠١١‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬سفيرا‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬بروكسل‭ ‬ورئيس‭ ‬بعثتها‭ ‬لدى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬بحقيقة‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخطوات‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالمملكة‭ ‬واستمرار‭ ‬العمل‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وكذلك‭ ‬لتفنيد‭ ‬الادعاءات‭ ‬المغرضة‭ ‬والموجهة‭ ‬ضد‭ ‬المملكة‭ ‬ولتصحيح‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬بثها‭ ‬للجهات‭ ‬الخارجية‭ ‬بشأن‭ ‬تطورات‭ ‬الأوضاع‭ ‬بالمملكة‭ ‬وتأكيد‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بالمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬

وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالمملكة‭ ‬وبتوفيق‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬زيارة‭ ‬لوفد‭ ‬من‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬حقيقة‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لقاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭ ‬والجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬وغير‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬

منذ‭ ‬استلام‭ ‬مهمتي‭ ‬رئيسًا‭ ‬للبعثة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬طوكيو‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠١٨‬،‭ ‬وبالرغم‭ ‬مما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬العلاقات‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬وازدهار‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬واليابان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الصديقين،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬اليابان‭ ‬الفريدة‭ ‬في‭ ‬النهضة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬واحتلالها‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬كأكبر‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭ ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتخطاها‭ ‬الصين‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة‭ ‬تلعب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬دورًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬سياسات‭ ‬هذين‭ ‬القطاعين‭ ‬باليابان،‭ ‬لعل‭ ‬أبرزها‭ ‬منظمة‭ ‬اليابان‭ ‬للتجارة‭ ‬الخارجية‭ (‬JETRO‭)‬،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الياباني‭ ‬للأعمال‭ (‬Keidanren‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬هاتين‭ ‬الجهتين‭ ‬وغيرهما‭ ‬ضرورة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المستثمرين‭ ‬اليابانيين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬للبيئة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الندوات‭ ‬الترويجية‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭ ‬الثنائية‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭.‬

وخلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬شهدت‭ ‬اليابان‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث،‭ ‬بتنازل‭ ‬امبراطور‭ ‬اليابان‭ ‬السابق‭ ‬أكيهيتو‭ ‬عن‭ ‬العرش،‭ ‬واعتلاء‭ ‬الامبراطور‭ ‬ناروهيتو‭ ‬للعرش،‭ ‬وانتهاء‭ ‬فترة‭ ‬“هيسي”‭ ‬وبداية‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬“ريوا”‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬“التناغم‭ ‬الجميل”‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬كبير‭ ‬أمناء‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الياباني‭ ‬السيد‭ ‬سوغا‭ ‬بأن‭ ‬اسم‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“الثقافة‭ ‬سوف‭ ‬تنمو‭ ‬وتترعرع‭ ‬بينما‭ ‬تتجمع‭ ‬قلوب‭ ‬الناس‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬تناغم‭ ‬ووئام‭ ‬بطريقة‭ ‬جميلة”‭. ‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬فقد‭ ‬تشرفت‭ ‬بترتيب‭ ‬زيارة‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مراسم‭ ‬تنصيب‭ ‬جلالة‭ ‬الامبراطور‭ ‬ناروهيتو،‭ ‬امبراطورًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لليابان‭ ‬خلال‭ ‬الاحتفالات‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬‮٢٢‬و‮٢٣‬‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي‭.‬

وأخيرًا‭ ‬وليس‭ ‬آخرًا،‭ ‬فإنني‭ ‬أعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬المحظوظين‭ ‬الذين‭ ‬تتلمذوا‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عميد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وتخرجت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬العريقة،‭ ‬إذ‭ ‬تبوأت‭ ‬رئاسة‭ ‬بعثات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬عدة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬معالي‭ ‬الأخ‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

وختامًا،‭ ‬إذا‭ ‬أمكن‭ ‬لأي‭ ‬بلد‭ ‬أن‭ ‬يجيد‭ ‬توظيف‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭ ‬لديه،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬سياسية،‭ ‬اقتصادية،‭ ‬تاريخية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية،‭ ‬فإنه‭ ‬بإمكان‭ ‬دبلوماسية‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بهذه‭ ‬العوامل‭ ‬فوق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متوقع،‭ ‬وأن‭ ‬دبلوماسية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬التميز‭ ‬والكفاءة‭ ‬والاقتدار‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬تناغمًا‭ ‬وانسجامًا‭ ‬تامًا‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬وأدوات‭ ‬للتأثير‭ ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬يخطط‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬وتطلعات‭ ‬يراد‭ ‬تحقيقها‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬تولي‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬العليا‭ ‬ومعالي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬جل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالارتقاء‭ ‬بجودة‭ ‬أدائها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬تحت‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الدعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬كفاءة‭ ‬الوزارة‭ ‬ومنتسبيها‭ ‬والذي‭ ‬توج‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بإنشاء‭ ‬أكاديمية‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬للدراسات‭ ‬الدبلوماسية‭.‬

وكل‭ ‬عام‭ ‬ومملكتنا‭ ‬الغالية‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬وأمان‭ ‬واستقرار،‭ ‬ودبلوماسيتنا‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬ونماء‭.‬

 

أحمد‭ ‬محمد‭ ‬الدوسري‭ ‬

سفير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬اليابان