لقطة

منتخباتنا الكروية.. تفتقد الهوية!

| أحمد كريم

لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬لدى‭ ‬البحرينيين‭ ‬أن‭ ‬يخسر‭ ‬منتخبنا‭ ‬الأولمبي‭ ‬سباق‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬التأهل‭ ‬لأولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬الذي‭ ‬بدأه‭ ‬بـ‭ ‬“تسونامي‭ ‬تايلند”‭!‬

ببساطة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬شعور‭ ‬لدى‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بأهمية‭ ‬البطولة‭ ‬التي‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬“الشقيق‭ ‬الأصغر”‭ ‬للمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬الأول،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬آسيا‭ ‬تحت‭ ‬‮٢٣‬‭ ‬سنة‭.‬

وربما‭ ‬يوجد‭ ‬القليل‭ ‬فقط‭ ‬ممن‭ ‬تشعر‭ ‬أنهم‭ ‬يتابعون‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬مشوار‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الأبرز‭ ‬للكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بعد‭ ‬الفوز‭ ‬بخليجي‭ ‬‮٢٤‬‭.‬

هذا‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬وجود‭ ‬اهتمام‭ ‬شعبي‭ ‬ورسمي‭ ‬بالمنتخبات‭ ‬عموما،‭ ‬فقد‭ ‬جرى‭ ‬العرف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬القلوب‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬استحقاق‭ ‬يخوضه،‭ ‬لكن‭ ‬زخم‭ ‬الاهتمام‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬يتزايد‭ ‬حسب‭ ‬النتائج،‭ ‬فكل‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬المنتخب‭ ‬بإيجابية،‭ ‬كلما‭ ‬جذب‭ ‬له‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭. ‬

هذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬‮٢٠١٩‬‭ ‬عندما‭ ‬ولد‭ ‬“الأحمر‭ ‬البطل”‭ ‬أثناء‭ ‬البطولة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يودعها‭ ‬باكرا‭.‬

وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬التي‭ ‬كسر‭ ‬فيها‭ ‬منتخبنا‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭ ‬محققا‭ ‬اللقب‭ ‬الرسمي‭ ‬الأول‭ ‬للكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.  ‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منتخبنا‭ ‬مرشحا‭ ‬للفوز‭ ‬باللقب‭ ‬أصلا‭. ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬التطور‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬عقلية‭ ‬اللاعبين‭ ‬للأفضل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكروي‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬طريقة‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬منافسات‭ ‬كأس‭ ‬الخليج‭ ‬الأخيرة‭ ‬المشحونة‭ ‬بالضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬والتنافسية‭ ‬كانت‭ ‬السر‭ ‬وراء‭ ‬فوز‭ ‬منتخبنا‭ ‬بهذه‭ ‬البطولة‭ ‬بعد‭ ‬‮٥٠‬‭ ‬سنة‭.‬

ويعود‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقة‭ ‬اللاعبين‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وزرع‭ ‬حب‭ ‬التحدي‭ ‬في‭ ‬داخلهم‭ ‬عبر‭ ‬التحفيز‭ ‬المعنوي‭ ‬والدعم‭ ‬المباشر‭.‬

ولو‭ ‬تذكرون‭ ‬التصريح‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬لبرنامج‭ ‬صدى‭ ‬الملاعب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالتأهل‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬وما‭ ‬تبع‭ ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬من‭ ‬طفرة‭ ‬كروية‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬مسلسل‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬البحرينية،‭ ‬ابتداء‭ ‬بالفوز‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬مرورا‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬آسيا‭ ‬تحت‭ ‬‮٢٣‬‭ ‬يتضح‭ ‬لنا‭ ‬التالي‭: ‬

1‭. ‬البحرين‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التأهل‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬‮٢٠٢٢‬‭ ‬إذا‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬التصفيات‭ ‬بعقلية‭ ‬“عصر‭ ‬الذهب”‭ ‬و‭ ‬“شعب‭ ‬الزعامة”‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬لتكون‭ ‬عقيدة‭ ‬اللاعب‭ ‬البحريني‭.‬

2‭. ‬منتخبنا‭ ‬الأولمبي‭ ‬لم‭ ‬تخدمه‭ ‬الظروف‭ ‬كما‭ ‬خدمت‭ ‬شقيقه‭ ‬الأكبر‭ ‬مع‭ ‬حفظ‭ ‬الفوارق،‭ ‬فلم‭ ‬يحصل‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬الزخم‭ ‬الكافي‭ ‬الذي‭ ‬يستمد‭ ‬منه‭ ‬طاقته‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عجز‭ ‬الطاقم‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬خليجي‭ ‬‮٢٤‬‭.‬

3‭. ‬الإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬للمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬يتوجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديها‭ ‬تفكير‭ ‬جدي‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬توحد‭ ‬هوية‭ ‬المنتخبات‭ ‬البحرينية‭ ‬عبر‭ ‬فكر‭ ‬كروي‭ ‬يتناسب‭ ‬معنا‭.. ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬مدرب‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬هيليو‭ ‬سوزا‭.‬