قهوة الصباح

أنا “الدكتور التالي”

| سيد ضياء الموسوي

أنا‭ ‬لا‭ ‬أجيد‭ ‬اللعب‭ ‬بأعواد‭ ‬الكبريت‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الحرائق‭ ‬أو‭ ‬فن‭ ‬إلقاء‭ ‬القنابل‭ ‬النقاشية‭ ‬الدخانية‭ ‬في‭ ‬المجالس‭. ‬أنا‭ ‬أجيد‭ ‬فن‭ ‬اللعب‭ ‬بأوراق‭ ‬الشطرنج‭ ‬مع‭ ‬العقل‭. ‬ما‭ ‬يهمني‭ ‬تفجير‭ ‬وعي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬اشتعال‭ ‬النقد‭ ‬وتفجر‭ ‬المساءلة‭ ‬والمراجعة‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الحماس‭ ‬المدبب‭ ‬وهياج‭ ‬النقاشات‭ ‬العاطفية،‭ ‬أو‭ ‬الدينية‭ ‬المبسطة‭. ‬لقد‭ ‬جرب‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬أشبه‭ ‬بلعب‭ ‬مع‭ ‬أسنان‭ ‬القرش‭ ‬أو‭ ‬التمرجح‭ ‬بأرجوحة،‭ ‬حبلها‭ ‬ممتد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مبنى‭ ‬شاهق‭ ‬ومبنى‭ ‬شاهق‭ ‬آخر،‭ ‬والساقط‭ ‬منها‭ ‬مهشم‭ ‬رأسه‭ ‬لا‭ ‬محال‭. ‬السياسة‭ ‬ليست‭ ‬لعبة،‭ ‬ولا‭ ‬نزوة،‭ ‬ولا‭ ‬خطابا‭ ‬ثوريا‭ ‬تنتفخ‭ ‬فيه‭ ‬الأوداج،‭ ‬ويبح‭ ‬فيه‭ ‬الصوت،‭ ‬وترتفع‭ ‬فيه‭ ‬الأكف،‭ ‬ويعلو‭ ‬فيه‭ ‬الصراخ‭... ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬بسيطة،‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬يمتلك‭ ‬مقدرة‭ ‬أدائها‭. ‬السياسة‭ ‬وعي‭ ‬وضمير‭ ‬وحسن‭ ‬تقدير‭ ‬موقف‭ ‬وقراءة‭ ‬عواقب‭. ‬السياسة‭ ‬حسبة‭ ‬رياضية‭ ‬وتوازنات‭ ‬دقيقة‭ ‬بدقة‭ ‬توازن‭ ‬خلطة‭ ‬كيميائية‭. ‬لا‭ ‬تستسهلوا‭ ‬بذلك‭ ‬أبدا‭. ‬الشعار‭ ‬ليس‭ ‬مزحة،‭ ‬والسياسي‭ ‬الشاطر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقود‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬الجامعات،‭ ‬لا‭ ‬الجبانات‭ ‬وحب‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬الموت‭. ‬قل‭ ‬لي‭ ‬ماذا‭ ‬أنتج‭ ‬من‭ ‬تتبعه،‭ ‬أقل‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬أنت‭ ‬ومن‭ ‬هو‭! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬شعار‭ ‬وسؤال‭ ‬يقابل‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬لمعرفة‭ ‬أي‭ ‬حزب‭ ‬يتبع‭. ‬يصلني‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬جدال‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬المجتمعية‭ ‬بين‭ ‬الأوساط‭ ‬الشعبية‭ ‬والشبابية‭ ‬سواء‭ ‬المتفقين‭ ‬معي‭ ‬فيما‭ ‬أكتب‭ ‬أو‭ ‬المختلفين،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬أشعر‭ ‬ببصيص‭ ‬أمل‭ ‬التغيير‭. ‬

أشكر‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬بدأوا‭ ‬يفهموني‭ ‬ويؤمنون‭ ‬بصحة‭ ‬ما‭ ‬أكتبه‭. ‬بعد‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬محاولاتي‭ ‬الشاقة‭ ‬في‭ ‬النقد،‭ ‬ومحاولة‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬الوعي‭ ‬والنقد‭ ‬العلمي‭ ‬للناس‭ ‬بدأت‭ ‬الحظ‭ ‬بصيص‭ ‬الأمل‭. ‬18‭ ‬عاما،‭ ‬وأنا‭ ‬أشعل‭ ‬الحرائق،‭ ‬وأرفع‭ ‬صفارة‭ ‬الإنذار،‭ ‬وأدعو‭ ‬لعدم‭ ‬اللعب‭ ‬مع‭ ‬العواصف‭ ‬والأعاصير‭ ‬السياسية‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يغرق‭ ‬أحد‭ ‬أو‭ ‬يموت‭ ‬أحد‭. ‬والحمد‭ ‬لله،‭ ‬بدأت‭ ‬النتائج‭. ‬منطلقاتي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والاجتماع‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والثقافة‭ ‬واضحة،‭ ‬طرحتها‭ ‬منذ‭ ‬رجوعي‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬2002‭ ‬وهي‭: ‬1‭. ‬المشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭ ‬والنقابات‭ ‬وكل‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة،‭ ‬وعدم‭ ‬مقاطعة‭ ‬أي‭ ‬انتخابات‭ ‬برلمانية‭ ‬أو‭ ‬بلدية‭. ‬ازعل،‭ ‬حط‭ ‬بخاطرك،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تقاطع‭. ‬

انظروا‭ ‬كيف‭ ‬بعض‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الكويتي‭ ‬الذين‭ ‬قاطعوا‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وهربوا‭ ‬لتركيا،‭ ‬الآن‭ ‬رجعوا‭ ‬بعد‭ ‬معرفتهم‭ ‬بخطئهم‭. ‬مهما‭ ‬حدث‭ ‬الوطن‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الغربة،‭ ‬2‭. ‬تقوية‭ ‬الحب‭ ‬والولاء‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬والحكم،‭ ‬3‭. ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬الحكومية،‭ ‬والنقد‭ ‬الواضح‭ ‬للإخفاقات‭ ‬الحكومية‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬الدستورية،‭ ‬4‭. ‬فصل‭ ‬الدين،‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬السياسة،‭ ‬فالعلاقة‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬علاقة‭ ‬فردية‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬وربه،‭ ‬ولا‭ ‬دخل‭ ‬لأحد‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬وصاية‭ ‬من‭ ‬أحد،‭ ‬ويجب‭ ‬فصل‭ ‬الدين‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬لأن‭ ‬السياسة‭ ‬مصالح،‭ ‬والدين‭ ‬مقدس،‭ ‬5‭. ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الخيارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والسيادية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬6‭. ‬دعم‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬وعدم‭ ‬القفز‭ ‬على‭ ‬الواقعية‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬حرق‭ ‬المراحل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نصاب‭ ‬بكسر‭ ‬في‭ ‬الرجل‭ ‬أو‭ ‬احتراق‭ ‬في‭ ‬الأصابع،‭ ‬إنما‭ ‬نبني‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬بني‭ ‬عليه،‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬تصحيح‭ ‬أي‭ ‬أخطاء‭ ‬مستقبلية‭. ‬

أحب‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬للناس‭: ‬انظروا‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬نتائج‭ ‬التقاء‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬مصلحة‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬فوز‭ ‬منتخبنا‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬بحريني‭ ‬سنة‭ ‬وشيعة‭ ‬وكيف‭ ‬خرجت‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭ ‬مشجعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سترة‭ ‬والمحرق‭ ‬والرفاع‭ ‬والبديع‭ ‬والدراز،‭ ‬وكيف‭ ‬اشتعلت‭ ‬الساحات‭ ‬والمجمعات‭ ‬بالتشجيع‭ ‬والحماس‭ ‬الوطني،‭ ‬وكيف‭ ‬رفع‭ ‬الناس‭ ‬حب‭ ‬البحرين‭ ‬وصور‭ ‬جلالة‭ ‬الملك؛‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬التغيير‭. ‬كرروها،‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭ ‬أجوائها،‭ ‬هذه‭ ‬مبادرات‭ ‬وطنية‭ ‬تشعل‭ ‬الحب،‭ ‬وتبني‭ ‬التماسك،‭ ‬وتقود‭ ‬لصناعة‭ ‬أجواء‭ ‬ومبادرات‭ ‬أكثر‭ ‬فرحًا،‭ ‬وفرجا‭ ‬للناس،‭ ‬والعكس‭ ‬بالعكس،‭ ‬فلو‭ ‬زاد‭ ‬الاحتقان‭ ‬والتوتر‭ ‬والشعارات‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة،‭ ‬والمتأثرة‭ ‬بقضايا‭ ‬خارج‭ ‬الحدود،‭ ‬فإنها‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬انسداد‭ ‬الأفق،‭ ‬وتوتر‭ ‬العلاقات،‭ ‬وتسبب‭ ‬أوجاعا‭ ‬إضافية‭. ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬مكسب‭ ‬كبير،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬خروج‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيب‭ ‬النفوس،‭ ‬وشيوع‭ ‬الارتياح‭. ‬لا‭ ‬عليكم‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬أيا‭ ‬كانت،‭ ‬يكفي‭ ‬أوجاعا‭ ‬وآلاما،‭ ‬فلا‭ ‬مزيد‭ ‬لإضاعة‭ ‬الشباب‭. ‬كل‭ ‬هدفي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أحفظ‭ ‬الناس،‭ ‬وأولاد‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬الفواتير‭ ‬السياسية،‭ ‬فمقال‭ ‬واحد‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬شاب،‭ ‬فيقوده‭ ‬إلى‭ ‬الشهادة‭ ‬الجامعية‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬الوفاة‭ ‬أو‭ ‬يقود‭ ‬فتاة‭ ‬إلى‭ ‬اللباس‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬الكفن‭ ‬أو‭ ‬يحفظ‭ ‬شابا‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬المنفى‭ ‬أفضل‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬لا‭ ‬يقود‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬أو‭ ‬المقبرة‭ ‬أو‭ ‬المنفى‭. ‬من‭ ‬حق‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬كبقية‭ ‬العالم،‭ ‬ويتنعموا‭ ‬بالحياة،‭ ‬ويلتحقوا‭ ‬بالجامعات،‭ ‬ويؤسسوا‭ ‬أسرا،‭ ‬وينجبوا‭ ‬أطفالا،‭ ‬ويؤسسوا‭ ‬مشاريع‭ ‬تجارية‭. ‬ليس‭ ‬مكتوبًا‭ ‬عليكم‭ ‬الموت‭. ‬

ارفعوا‭ ‬شعارات‭: ‬“أنا‭ ‬الدكتور‭ ‬التالي”،‭ ‬“أنا‭ ‬المهندس‭ ‬التالي”،‭ ‬“أنا‭ ‬الطيار‭ ‬التالي”،‭ ‬وكلنا‭ ‬معكم‭ ‬والوطن‭ ‬معكم‭ ‬والقيادة‭ ‬وكل‭ ‬الشعب‭ ‬معكم‭. ‬حرام‭! ‬حرام‭! ‬خلاص‭ ‬يكفي‭ ‬معاناة‭ ‬وأوجاعا‭ ‬وآلاما‭. ‬أنا‭ ‬أتكلم‭ ‬بحرقة‭ ‬ووجع‭ ‬وألم،‭ ‬وتحملت‭ ‬لسنين‭ ‬النقد‭ ‬الجارح‭ ‬والتهميش‭ ‬والتشويه‭ ‬المجتمعي‭ ‬لأجل‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والناس‭. ‬استفيدوا‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬بمراجعة‭ ‬نقدية‭: ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬شارك‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬2002؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬المقاطعة‭ ‬في‭ ‬2002؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬الاستقالة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬2011‭ ‬ولو‭ ‬قوبل‭ ‬اشتعال‭ ‬الإقليم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬بمنطق‭ ‬واقعي‭ ‬دون‭ ‬الانجرار‭ ‬إلى‭ ‬مصيدة‭ ‬وفخ‭ ‬الربيع‭ ‬العربي؟‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬المقاطعة‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬2014‭ ‬و2018؟‭ ‬واليوم‭ ‬أكرر،‭ ‬احذروا‭ ‬بعد‭ ‬تكدس‭ ‬الأوجاع‭ ‬والآلام‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فتنة‭ ‬في‭ ‬الإقليم،‭ ‬وأي‭ ‬اشتعال‭ ‬حريق،‭ ‬وأي‭ ‬تجاذبات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وأميركا،‭ ‬وافصلوا‭ ‬أنفسكم‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬وإيران‭ ‬واليمن‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬وفكروا‭ ‬فقط‭ ‬وفقط‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬البحرين‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والقيادة‭ ‬وكيف‭ ‬نحل‭ ‬مشاكلنا‭ ‬ونرتب‭ ‬أولوياتنا‭. ‬فكروا‭ ‬في‭ ‬مصلحتكم،‭ ‬ومصلحة‭ ‬أبنائكم‭ ‬ومستقبلهم‭. ‬

لا‭ ‬تسمعوا‭ ‬أي‭ ‬خطاب‭ ‬ثوري‭ ‬محرض‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬خطابات‭ ‬تدغدغ‭ ‬مشاعر،‭ ‬فلا‭ ‬تزيد‭ ‬الناس‭ ‬إلا‭ ‬موتا‭. ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أخطاء‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومي‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬إنجازات،‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬أمارس‭ ‬نقد‭ ‬البطالة‭ ‬بوضوح،‭ ‬ونقد‭ ‬أرقام‭ ‬وزارة‭ ‬العمل،‭ ‬وأعتبر‭ ‬تعريفة‭ ‬الكهرباء‭ ‬كارثة‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬تخرب‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وأن‭ ‬النظام‭ ‬الضرائبي‭ ‬لا‭ ‬يغني‭ ‬الدولة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬المواطن‭ ‬الفقير‭ ‬فقرًا،‭ ‬وأن‭ ‬نقد‭ ‬الوزراء‭ ‬إذا‭ ‬أخفقوا‭ ‬حق‭ ‬دستوري،‭ ‬وأدعو‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية،‭ ‬وإرسال‭ ‬الفاسدين‭ ‬إلى‭ ‬النيابة،‭ ‬وهذه‭ ‬سأظل‭ ‬أكتب‭ ‬عنها‭ ‬بطريقة‭ ‬موضوعية‭ ‬ورقمية،‭ ‬ووثائق‭ ‬حبا‭ ‬للوطن‭ ‬والشعب‭ ‬والحكم‭ ‬ولكن‭ ‬بمنطق‭ ‬علمي‭ ‬وموضوعي؛‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬النقد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النقد‭. ‬أقول‭ ‬ذلك‭ ‬حبًا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وطنا‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا،‭ ‬وعلمتني‭ ‬الحياة،‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬الوسطية‭ ‬سياسة‭ ‬وثقافة‭ ‬ودينا‭ ‬وفلسفة‭ ‬حياة‭. ‬الجراح‭ ‬توزعت،‭ ‬وكل‭ ‬فرد،‭ ‬كل‭ ‬وطن‭ ‬عانى‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي‭ ‬وأوجاع‭ ‬تجاذبات‭ ‬الإقليم،‭ ‬لكن‭ ‬المهم‭ ‬كيف‭ ‬نضع‭ ‬الجرح‭ ‬على‭ ‬الجرح‭ ‬لنبني‭ ‬وطنا،‭ ‬ونصنع‭ ‬حضارة‭ ‬ونعيد‭ ‬تركيبة‭ ‬الإنسان‭ ‬ونصنع‭ ‬التغيير‭ ‬ونستفيد‭ ‬من‭ ‬الماضي،‭ ‬وإذا‭ ‬شفي‭ ‬الجرح‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬حكمة‭. ‬سيروا‭ ‬بحفظ‭ ‬الله،‭ ‬واعلموا‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ ‬والوسطية،‭ ‬وترك‭ ‬الشعارات‭ ‬العاطفية،‭ ‬وانتهاز‭ ‬الفرص‭ ‬الوطنية،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالإيجابية،‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بداية‭ ‬الفرج‭ ‬الكبير‭. ‬