وتائر سقوط نظام الملالي تتسارع

| فلاح هادي الجنابي

ما‭ ‬كان‭ ‬بالأمس‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬ومناعة‭ ‬لنظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬مصدر‭ ‬ضعف‭ ‬للنظام،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬يفتح‭ ‬أبوابا‭ ‬كثيرة‭ ‬لمصائب‭ ‬وكوارث‭ ‬ستنزل‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجده‭ ‬مطابقا‭ ‬للأوضاع‭ ‬والتداعيات‭ ‬التي‭ ‬ستنجم‭ ‬عن‭ ‬هلاك‭ ‬الإرهابي‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬التهديدات‭ ‬الجوفاء‭ ‬والفارغة‭ ‬للنظام‭ ‬ضد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فوق‭ ‬طاقة‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الهزيل‭ ‬الآيل‭ ‬للسقوط‭ ‬وكذلك‭ ‬إعلانه‭ ‬الانفعالي‭ ‬الأحمق‭ ‬بالخروج‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يريد‭ ‬الإسراع‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬هاوية‭ ‬السقوط‭ ‬والانتهاء‭ ‬في‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬خدمته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بالعالم‭ ‬والمنطقة،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬إرسال‭ ‬الجزار‭ ‬سليماني‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم،‭ ‬سيرتد‭ ‬عليه‭ ‬لأن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬تنفس‭ ‬الصعداء‭ ‬بعد‭ ‬فناء‭ ‬هذا‭ ‬الإرهابي‭ ‬الدموي،‭ ‬والعالم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كالسابق‭ ‬معنيا‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثبت‭ ‬هستيريته‭ ‬المفرطة‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بإسقاط‭ ‬طائرة‭ ‬مدنية،‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬زمنه‭ ‬الموبوء‭ ‬انتهى‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬الأوضاع‭ ‬والظروف‭ ‬والأجواء‭ ‬صارت‭ ‬مهيأة‭ ‬لسقوطه‭ ‬ولاسيما‭ ‬أن‭ ‬المواقف‭ ‬الدولية‭ ‬تزداد‭ ‬صرامة‭ ‬ضده‭ ‬وأن‭ ‬سبل‭ ‬خداعه‭ ‬ولعبه‭ ‬على‭ ‬الحبال‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬رجعة‭.‬

 

مشكلة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الكبرى‭ ‬والأهم‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬مع‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬وهو‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬دائما‭ ‬ومهما‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬والأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬يقينا‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أصبح‭ ‬مقتنعا‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬خلاص‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومنظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬عزمها‭ ‬وإصرارها‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وعدم‭ ‬القبول‭ ‬بالمساومة‭ ‬وأنصاف‭ ‬الحلول،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬النظام‭ ‬يشعر‭ ‬بالخوف‭ ‬والرعب،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬وفي‭ ‬غمرة‭ ‬إخفاقاته‭ ‬وهزائمه‭ ‬وتراجعاته‭ ‬المستمرة‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬إرسال‭ ‬سليماني‭ ‬إلى‭ ‬الجحيم،‭ ‬فإن‭ ‬تخبطات‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وانفعالاته‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬إصابته‭ ‬بحالات‭ ‬من‭ ‬الهستيرية‭ ‬فإنه‭ ‬ولكونه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يمتلك‭ ‬كالسابق‭ ‬خيارات‭ ‬وملاذات‭ ‬تضمن‭ ‬له‭ ‬نتائج‭ ‬ومحصلات‭ ‬إيجابية‭ ‬ومفيدة‭ ‬وتضمن‭ ‬بقاءه‭ ‬واستمراره،‭ ‬فإنه‭ ‬يبادر‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬ومواقف‭ ‬تزيد‭ ‬كلها‭ ‬من‭ ‬وتيرة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬سقوطه‭. ‬“الحوار”‭.‬