في يوم الدبلوماسية البحرينية

| بدور عدنان

تحتفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ (‬14‭ ‬يناير‭) ‬بيوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديراً‭ ‬لما‭ ‬قدمته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬ودبلوماسيوها‭ ‬من‭ ‬إسهامات‭ ‬وخدمات‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬شأن‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬فمهمة‭ ‬تمثيل‭ ‬البحرين‭ ‬أمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬مسؤولية‭ ‬جسيمة‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬يكلف‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شخصاً‭ ‬استثنائياً‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭.‬

فعندما‭ ‬تُذكر‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يُذكر‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد،‭ ‬ذلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المحنك‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬دفة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لما‭ ‬يربو‭ ‬عن‭ ‬الخمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬حمل‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬مسؤولية‭ ‬رعاية‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬وتمثيلها‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والمحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬وزير‭ ‬استثنائي‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬ويمتلك‭ ‬جميع‭ ‬مقومات‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الناجع‭ ‬من‭ ‬فطنة‭ ‬وكياسة‭ ‬وسرعة‭ ‬بديهة‭ ‬ولباقة‭ ‬دبلوماسية،‭ ‬لكن‭ ‬الأهم،‭ ‬تلك‭ ‬المقاربة‭ ‬التي‭ ‬أتقنها‭ ‬واستطاع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مزج‭ ‬البراغماتية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬صراحة‭ ‬وكاريزما‭ ‬إعلامية‭ ‬لتتجسد‭ ‬في‭ ‬شخصه‭ ‬وتفاعله‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬ومستجدات‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭.‬

ففي‭ ‬حين‭ ‬يبتعد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬أبسط‭ ‬القضايا‭ ‬المحلية‭ ‬المتعلقة‭ ‬باختصاصاتهم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدم‭ ‬امتلاكهم‭ ‬أية‭ ‬حسابات‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقنين‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬وبياناتهم‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي‭ ‬وتمثيل‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬فقط،‭ ‬يحصد‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الدرجة‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وما‭ ‬يستجد‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تمثيل‭ ‬معاليه‭ ‬يتعدى‭ ‬المؤسسة‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها،‭ ‬إذ‭ ‬يعكس‭ ‬في‭ ‬شخصه‭ ‬وكلماته‭ ‬سياسات‭ ‬ومواقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬قيودا‭ ‬مصطنعة‭ ‬تجعله‭ ‬يتفادى‭ ‬أو‭ ‬ينمق‭ ‬كلماته‭ ‬اتساقاً‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الكلاسيكية‭.‬

 

وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تحدٍ‭ ‬كبير،‭ ‬فكما‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭ ‬يمثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬وجل‭ ‬ما‭ ‬يتحدث‭ ‬به‭ ‬يعكس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬توجهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬فن‭ ‬توظيف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرصينة‭ ‬المدفوعة‭ ‬بالحرص‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬مقدرات‭ ‬ومصالح‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ثوابت‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬جاعلاً‭ ‬من‭ ‬نفسه‭ ‬أيقونة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬وليس‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬المحلي‭ ‬فحسب‭. ‬هكذا‭ ‬أصبح‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬قامة‭ ‬وقيمة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬كبيرة‭ ‬سطر‭ ‬أبرز‭ ‬القيم‭ ‬وأعطى‭ ‬أهم‭ ‬الدروس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬ليكون‭ ‬بين‭ ‬نظرائه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مثالاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭.‬