سوالف

مناهج دراسية قوية تنمي ثقافة الإبداع

| أسامة الماجد

كولي‭ ‬أمر‭ ‬تصفحت‭ ‬كتاب‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬للصف‭ ‬الثاني‭ ‬الإعدادي‭ ‬لابنتي‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للامتحانات،‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬أسلوب‭ ‬الكلمة‭ ‬والصياغة‭ ‬السليمة‭ ‬للمعلومة‭ ‬والإطار‭ ‬الواسع‭ ‬للثقافة‭ ‬وألوان‭ ‬طيف‭ ‬الإبداع،‭ ‬واكتشفت‭ ‬حقيقة‭ ‬ودون‭ ‬مبالغة‭ ‬أن‭ ‬كتبنا‭ ‬الدراسية‭ ‬تعكس‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬التعليمي‭ ‬والتربوي،‭ ‬لأنها‭ ‬كتب‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع‭ ‬وليس‭ ‬ثقافة‭ ‬الذاكرة،‭ ‬فثقافة‭ ‬الذاكرة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الحفظ،‭ ‬ومعيارها‭ ‬التقليد،‭ ‬أما‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع‭ ‬فتقوم‭ ‬على‭ ‬الجدل‭ ‬والحوار‭ ‬ومعيارها‭ ‬الابتكار،‭ ‬ثقافة‭ ‬الذاكرة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الجمود،‭ ‬بل‭ ‬التدهور،‭ ‬لأن‭ ‬الطالب‭ ‬إذا‭ ‬قلد‭ ‬تقليدا‭ ‬أعمى،‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نسخة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الأصل،‭ ‬ومن‭ ‬سيأتي‭ ‬بعده‭ ‬سيكون‭ ‬نفس‭ ‬الشيء،‭ ‬أما‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع‭ ‬فإنها‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التطور‭ ‬والتقدم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬الطالب‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أمسه،‭ ‬وغده‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أحسن‭ ‬من‭ ‬يومه‭.‬

ثقافة‭ ‬الذاكرة‭ ‬يسير‭ ‬فيها‭ ‬الفكر‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬المرسل‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬تراكم،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬نمو‭ ‬غالبا،‭ ‬أما‭ ‬ثقافة‭ ‬الإبداع،‭ ‬فالفكر‭ ‬ربما‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬المرسل‭ ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬لكنه‭ ‬يرتد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬المرسل‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬تغذية‭ ‬راجعة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يحدث‭ ‬النمو‭ ‬المطلوب‭ ‬والتقدم‭ ‬المنشود‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬الأخصائيين‭.‬

 

التعليم‭ ‬عندنا‭ ‬متطور‭ ‬جدا‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭ ‬ويتفوق‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬مناهج‭ ‬قوية‭ ‬متميزة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬متكاملة،‭ ‬فرحى‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬مناخ‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬والنقد‭ ‬والتحليل‭ ‬والتعليل‭ ‬وإشراك‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المادة‭ ‬العلمية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسته‭ ‬حين‭ ‬أتناقش‭ ‬مع‭ ‬أبنائي‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬مذاكرتهم‭ ‬وأستنتج‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مادة‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬تنمي‭ ‬الوعي‭ ‬وتفتح‭ ‬الأفق‭ ‬أمامهم‭ ‬للإبداع‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التقليد‭ ‬والتكرار،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لجودة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬والطرح‭ ‬العصري‭ ‬الذي‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬للريادة‭.‬