فلست الشركة و.. ”فنشونا”!

| سعيد محمد

من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأخبار‭ ‬وأكثرها‭ ‬إيلامًا‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬مواطنًا،‭ ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬وفي‭ ‬مقتبل‭ ‬حياته‭ ‬المهنية،‭ ‬وتتجاذب‭ ‬معه‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬وتسأل‭ ‬عنه‭ ‬أحواله‭ ‬وعن‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭ ‬لاسيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬أو‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أو‭ ‬الجيران،‭ ‬ثم‭ ‬تتفاجأ‭ ‬به‭ ‬يقول‭: ‬“أدور‭ ‬شغل‭.. ‬فلست‭ ‬الشركة‭ ‬وفنشونا”،‭ ‬أو‭ ‬تم‭ ‬تسريحنا‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬نعمل‭ ‬بها‭ ‬لأنها‭ ‬أغلقت‭ ‬نشاطها،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الجواب‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬تقليص‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬المنشأة،‭ ‬ووجدنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬بلا‭ ‬عمل‭.‬

ولربما‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬أيها‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أولئك،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬ابنك‭ ‬أو‭ ‬ابنتك‭ ‬أو‭ ‬شقيقك‭ ‬أو‭ ‬صديقك‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بلا‭ ‬وظيفة،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يجوب‭ ‬الشركات‭ ‬والمصارف‭ ‬والمجمعات‭ ‬والمصانع‭ ‬ويراجع‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬وظيفة،‭ ‬أو‭ ‬للتسجيل‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬التأمين‭ ‬ضد‭ ‬التعطل،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬مشروعه‭ ‬الخاص‭ ‬الصغير،‭ ‬ولو‭ ‬بصعوبة،‭ ‬ليجد‭ ‬له‭ ‬مصدر‭ ‬دخل‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬احتياجات‭ ‬أسرته‭ ‬وتلبية‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬يتضاعف‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬إلى‭ ‬أسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬السيارات‭.‬

ورغم‭ ‬أوضاع‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الصعبة‭ ‬كما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬مجتهد‭ ‬نصيب،‭ ‬والأرزاق‭ ‬بيد‭ ‬الله،‭ ‬وكم‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬ومفرح‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬عاطلًا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وقد‭ ‬وجد‭ ‬بجده‭ ‬واجتهاده‭ ‬وظيفة‭ ‬مناسبة،‭ ‬أو‭ ‬باحثًا‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬تمكن‭ ‬بذكائه‭ ‬وتخطيطه‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬صاحب‭ ‬مشروع‭ ‬ناجح‭ ‬يكبر‭ ‬شيئًا‭ ‬فشيئًا،‭ ‬والأسوأ‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬عاطلًا‭ ‬بقي‭ ‬عاطلًا‭! ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يسعى‭ ‬لأن‭ ‬يساعد‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬ليساعد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬وظيفة‭ ‬تناسب‭ ‬خبراتهم‭ ‬ومؤهلاتهم‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬بوزارة‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والحق‭ ‬يقال،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تجربة‭ ‬ومتابعة‭ ‬وتواصل،‭ ‬فإن‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬لشؤون‭ ‬العمل‭ ‬أحمد‭ ‬الحايكي،‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير،‭ ‬فكثيرًا‭ ‬ما‭ ‬أوصلنا‭ ‬له‭ ‬مشاكل‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬موظفة‭ ‬أو‭ ‬موظفة،‭ ‬أو‭ ‬وضعية‭ ‬باحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬ممن‭ ‬تستدعي‭ ‬ظروفهم‭ ‬إيجاد‭ ‬وظائف‭ ‬مناسبة،‭ ‬إلا‭ ‬ووجدناه‭ ‬وفريق‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬مستمرة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تحقيق‭ ‬نتيجة‭ ‬مثمرة‭.‬

وعلى‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬للأخ‭ ‬الحايكي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والنقابيين‭ ‬وبعض‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يجتهد‭ ‬لأن‭ ‬يحول‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية،‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬عمل‭ ‬معطلة،‭ ‬إلى‭ ‬منتجة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬قطاع‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يشتغلوا‭ ‬فيه‭ ‬ويثبتوا‭ ‬وجودهم،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتكلل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الوزارة‭ ‬بالنجاح‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية؛‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬وفق‭ ‬ترجمة‭ ‬حقيقية‭ ‬لشعار‭ ‬“البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأول”‭.‬