وفاءً بوفاء

| د. عبدالله الحواج

سجدة‭ ‬لله،‭ ‬دعاءً‭ ‬إلى‭ ‬السماء،‭ ‬شكرًا‭ ‬على‭ ‬نعمة‭ ‬الشفاء،‭ ‬وشكرًا‭ ‬على‭ ‬سفرة‭ ‬الوفاء،‭ ‬بأقل‭ ‬الكلمات‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬الجميلة،‭ ‬استقبلنا‭ ‬بالحب،‭ ‬بالفرح،‭ ‬بالأحاسيس‭ ‬الشجية‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬المباركة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬لمقر‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفه‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه،‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬بحضور‭ ‬النجل‭ ‬الوفي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬ونجلي‭ ‬جلالته‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالته‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وقائد‭ ‬الحرس‭ ‬الملكي‭ ‬البحريني‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الحاكمة‭ ‬الكريمةكانت‭ ‬الزيارة‭ ‬ملمحا‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬الوفاء‭ ‬الذي‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬قادتنا،‭ ‬ومشينا‭ ‬على‭ ‬هداه‭ ‬منذ‭ ‬عصور‭ ‬التاريخ‭ ‬الخليفية‭ ‬الأولى،‭ ‬المهد‭ ‬كان‭ ‬وفاءً‭ ‬بوفاء،‭ ‬والمنبع‭ ‬كان‭ ‬دعاءً‭ ‬وعرفانا،‭ ‬والمصب‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬وسيظل‭ ‬في‭ ‬عروقنا‭ ‬حبًا‭ ‬وفخرًا،‭ ‬عزًا‭ ‬وقدرًا،‭ ‬أمانة‭ ‬سيحملها‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬ليضعها‭ ‬وديعة‭ ‬غالية‭ ‬؛من‭ ‬أجل‭ ‬رخاء‭ ‬وازدهار‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬

العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬يلتقي‭ ‬العم‭ ‬العزيز؛‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬سموه،‭ ‬هو‭ ‬تقليد‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بجديد،‭ ‬وهو‭ ‬واجب،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬رئيسنا‭ ‬الغالي‭ ‬بكثير،‭ ‬وهي‭ ‬سنة‭ ‬حميدة‭ ‬توارثناها‭ ‬من‭ ‬الأجداد،‭ ‬والتزمنا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬الدين‭.‬

جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬بوفائه‭ ‬واشتياقه‭ ‬ودماثة‭ ‬خلقه،‭ ‬والعم‭ ‬الغالي‭ ‬بقدرته‭ ‬وشموخه‭ ‬وفرحته‭ ‬بلقاء‭ ‬العاهل‭ ‬والعائلة‭ ‬الكريمة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جاء‭ ‬ليعطي‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬درسًا‭ ‬في‭ ‬التكاتف‭ ‬والتلاحم،‭ ‬تدريبًا‭ ‬عمليًا‭ ‬لكيفية‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الأمم‭ ‬المتحضرة‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالوطن،‭ ‬توثيقًا‭ ‬تاريخيًا‭ ‬لمسيرة‭ ‬أسرة‭ ‬تفهم‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرائعة،‭ ‬والمطارحات‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭.‬

إن‭ ‬نعمة‭ ‬الشفاء‭ ‬التي‭ ‬منَّ‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬جاءت‭ ‬بردًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كلها،‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبًا،‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها،‭ ‬حيث‭ ‬قادتها‭ ‬يسألون‭ ‬ووجهاؤها‭ ‬يتتبعون،‭ ‬وشعوبها‭ ‬ينتظرون،‭ ‬الأمة‭ ‬كلها‭ ‬يا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬تنتظر‭ ‬مقدمكم‭ ‬القريب،‭ ‬وطلتكم‭ ‬البهية،‭ ‬وعودتكم‭ ‬الميمونة‭.‬

الأمة‭ ‬كلها‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬قلوبنا‭ ‬المُحب،‭ ‬ويا‭ ‬باني‭ ‬نهضة‭ ‬بلادنا‭ ‬الحديثة،‭ ‬ألف‭ ‬حمد‭ ‬وألف‭ ‬شكر‭ ‬لك‭ ‬يا‭ ‬رب،‭ ‬فالأمل‭ ‬قد‭ ‬تحقق،‭ ‬والرجاء‭ ‬وقد‭ ‬صار‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى،‭ ‬والدعوات‭ ‬وقد‭ ‬استجاب‭ ‬لها‭ ‬المولى‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لهي‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬الشوق‭ ‬إليكم،‭ ‬ولهي‭ ‬في‭ ‬أسعد‭ ‬لحظاتها‭ ‬تتابع‭ ‬الصور‭ ‬واللقطات‭ ‬الحية،‭ ‬وجلالة‭ ‬العاهل‭ ‬يحتضنكم‭ ‬بالمحبة‭ ‬الخالصة،‭ ‬والفرحة‭ ‬الغامرة،‭ ‬والجدية‭ ‬في‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬سمو‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬الأسرة‭ ‬الخليفية‭ ‬كلها،‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيه،‭ ‬والمنطقة‭ ‬بأسرها،‭ ‬جميعهم‭ ‬ينتظرون‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬تتوقف‭ ‬فيها‭ ‬محركات‭ ‬طائرتكم‭ ‬المباركة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الخلود،‭ ‬عائدة‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية،‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬السلامة‭ ‬والأماني‭ ‬المترامية،‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬تراجعت،‭ ‬وسحب‭ ‬تلاشت،‭ ‬ورياح‭ ‬عصفت،‭ ‬لكننا‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬نشهد‭ ‬اليوم‭ ‬ذلك‭ ‬الرجاء‭ ‬المهيمن‭ ‬وكأنه‭ ‬فعلًا‭ ‬وحقيقة،‭ ‬وعملًا‭ ‬جليلًا،‭ ‬ومشروعًا‭ ‬وطنيًا‭ ‬خالصًا‭.‬

الوفاء‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬إنسان‭ ‬رائع‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬والنداء‭ ‬حلم‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬لم‭ ‬يستعصِ‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬وأحبائنا،‭ ‬والشفاء‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أسبغ‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬بنعمة‭ ‬الصحة‭ ‬وتمام‭ ‬العافية،‭ ‬وعلى‭ ‬شعبنا‭ ‬بالسعادة‭ ‬والفرح،‭ ‬وحمدًا‭ ‬لله‭ ‬على‭ ‬سلامتكم‭.‬