سوالف

مصطلح الغاية تبرر الوسيلة... كزهرة الشمعة

| أسامة الماجد

الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة‭... ‬مصطلح‭ ‬كزهرة‭ ‬الشمعة،‭ ‬يقنع‭ ‬البعض‭ ‬ويرفضه‭ ‬الآخر،‭ ‬ينساق‭ ‬إليه‭ ‬البعض‭ ‬ليزيد‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬رصيده،‭ ‬والآخر‭ ‬يخاف‭ ‬أن‭ ‬يفتضح‭ ‬أمره‭ ‬ويخسر‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬رصيده،‭ ‬الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة‭ ‬مذهب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يطبقه‭ ‬هم‭ ‬قطاع‭ ‬الطرق‭ ‬واللصوص،‭ ‬سواء‭ ‬اللصوص‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬اللصوص‭ ‬الجماعات،‭ ‬فاللص‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬غايته‭ ‬وهي‭ ‬الغنيمة‭ ‬التي‭ ‬ينشدها‭ ‬مبررا‭ ‬كافيا‭ ‬للسطو‭ ‬المسلح‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المسلح،‭ ‬وطالب‭ ‬المنصب‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬غايته‭ ‬تلك‭ ‬مبررا‭ ‬كافيا‭ ‬للنفاق‭ ‬والصعود‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬الآخرين،‭ ‬وبذل‭ ‬المساعي‭ ‬المشروعة‭ ‬وغير‭ ‬المشروعة،‭ ‬وزير‭ ‬النساء‭ ‬يجد‭ ‬في‭ ‬غايته‭ ‬المشتهاة‭ ‬ما‭ ‬يبرر‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬الخداع‭ ‬والكذب،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الاغتصاب‭ ‬السافر‭.‬

حتى‭ ‬دول‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ابتكرت‭ ‬حيلا‭ ‬غادرة‭ ‬احتالت‭ ‬بها‭ ‬كي‭ ‬تستولي‭ ‬على‭ ‬خيرات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬وهي‭ ‬تبرر‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬شعبها‭ ‬بأن‭ ‬الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة،‭ ‬وهي‭ ‬بعينها‭ ‬حجة‭ ‬اللص‭ ‬أمام‭ ‬نفسه،‭ ‬وحجة‭ ‬القاتل،‭ ‬وحجة‭ ‬الساطي‭ ‬على‭ ‬الأعراض‭. ‬

إن‭ ‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه،‭ ‬فالغاية‭ ‬النبيلة‭ ‬لا‭ ‬تؤدي‭ ‬إليها‭ ‬إلا‭ ‬وسيلة‭ ‬شريفة،‭ ‬فإذا‭ ‬تدنست‭ ‬الوسيلة‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الغاية‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬الدنس،‭ ‬مهما‭ ‬تلونت‭ ‬بالعناوين‭ ‬الخلابة‭ ‬الخادعة،‭ ‬فلا‭ ‬تظن‭ ‬فتاة‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬غاية‭ ‬تشفع‭ ‬لها‭ ‬التظاهر‭ ‬أمام‭ ‬الفتيان‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬كي‭ ‬تظفر‭ ‬بالراغب‭ ‬المخدوع،‭ ‬فكل‭ ‬بيت‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬الصدق‭ ‬المحض‭ ‬والإخلاص‭ ‬والأمانة‭ ‬التامة‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬بيت‭ ‬مشيد‭ ‬على‭ ‬الرمال‭ ‬لا‭ ‬يلبث‭ ‬أن‭ ‬ينهار،‭ ‬ولا‭ ‬يظن‭ ‬طالب‭ ‬مصلحة‭ ‬عامة‭ ‬أو‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الغش‭ ‬أو‭ ‬الافتراء‭ ‬مطية‭ ‬صالحة‭ ‬إلى‭ ‬مقصده،‭ ‬مهما‭ ‬خيل‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬المقصد‭ ‬نبيل‭ ‬وجليل،‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬إن‭ ‬فساد‭ ‬الوسيلة‭ ‬لا‭ ‬يؤذي‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬اختيارها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬وإن‭ ‬آذى‭ ‬سواه‭ ‬حتما‭ ‬فإن‭ ‬الشر‭ ‬كالوباء،‭ ‬قد‭ ‬ينجو‭ ‬منه‭ ‬حامل‭ ‬الفيروس‭ ‬وتحترق‭ ‬بناره‭ ‬ألوف‭ ‬الأبرياء‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬ذنب‭.‬