ياسمينيات

أين تذهب أدوية السلمانية؟

| ياسمين خلف

مجبرون‭ ‬على‭ ‬الشك‭ ‬والتساؤل،‭ ‬أين‭ ‬تذهب‭ ‬أدوية‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي؟‭ ‬لماذا‭ ‬تعاني‭ ‬صيدليات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬نقص‭ ‬الأدوية؟‭ ‬بل‭ ‬وخلو‭ ‬مخازنها‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬تعتبر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭! ‬ميزانية‭ ‬الأدوية‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الملايين‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬فيم‭ ‬تصرف‭ ‬إذا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬مرضى‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬يجأرون‭ ‬بالشكوى‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الأدوية‭ ‬وبالأشهر؟‭ ‬وإن‭ ‬توافرت‭ ‬فهي‭ ‬أدوية‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬منخفضة‭ ‬من‭ ‬مصانع‭ ‬دول‭ ‬فقيرة،‭ ‬مفعولها‭ ‬لا‭ ‬يذكر،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬بالأدوية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬استبدالها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭.‬

مرضى‭ ‬التصلب‭ ‬المتعدد‭ ‬انتظروا‭ ‬لأشهر‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬دواء‭ ‬Rituximab،‭ ‬وعندما‭ ‬وصل‭ ‬أخيراً،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬أسابيع‭ ‬معدودة‭ ‬ونفد‭ ‬الدواء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬صيدليات،‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬مخازن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬أصلاً‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬المتوحش‭! ‬هذا‭ ‬الدواء‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُصرف‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬صيدليات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬ويعطى‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ممرضات‭ ‬متخصصات،‭ ‬عبر‭ ‬جرعة‭ ‬في‭ ‬الوريد‭ ‬كل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬توفره‭ ‬الوزارة‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬شرائه‭ ‬من‭ ‬الصيدليات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وعليهم‭ ‬حينها‭ ‬انتظار‭ ‬الفرج،‭ ‬الذي‭ ‬يدفعون‭ ‬ثمنه‭ ‬تدهور‭ ‬صحتهم،‭ ‬وتعرضهم‭ ‬لانتكاسات‭ ‬ومضاعفات‭ ‬المرض‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تيبس‭ ‬العضلات‭ ‬والتعرض‭ ‬للتشنجات،‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬بالصرع،‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التقلبات‭ ‬المزاجية‭ ‬كالاكتئاب،‭ ‬والنسيان،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬احتمالية‭ ‬تعرضهم‭ ‬لمشاكل‭ ‬في‭ ‬الأمعاء‭ ‬والمثانة‭ ‬والوظائف‭ ‬الجنسية،‭ ‬بل‭ ‬واحتمالية‭ ‬تعرضهم‭ ‬للشلل‭!‬

بعض‭ ‬المرضى‭ ‬الميسورين،‭ ‬رضخوا‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع،‭ ‬وطاروا‭ ‬للخارج‭ ‬طلباً‭ ‬للعلاج،‭ ‬لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود؟‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬حول‭ ‬لهم‭ ‬ولا‭ ‬قوة؟‭ ‬فإن‭ ‬تمكن‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬للخارج‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬العلاج،‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬الأغلبية،‭ ‬والحال‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شرح‭ ‬وتفصيل‭.‬

نقص‭ ‬الأدوية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬مشكلة‭ ‬متكررة،‭ ‬ورغم‭ ‬مسها‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬التحرك‭ ‬الجدي‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتفهم‭ ‬الوضع،‭ ‬أو‭ ‬نقبل‭ ‬الأعذار‭! ‬فلم‭ ‬نجد‭ ‬استراتيجية‭ ‬مدروسة‭ ‬تمنع‭ ‬تكرارها،‭ ‬ولم‭ ‬نجد‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬كمحاسبة‭ ‬المقصرين‭ ‬أو‭ ‬المفسدين‭ ‬مثلاً‭! ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نجده‭ ‬هو‭ ‬التجاهل‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الوزارة،‭ ‬وكأن‭ ‬القضية‭ ‬أمر‭ ‬عادي‭ ‬لا‭ ‬يستدعي‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬القلق‭!.‬

ياسمينة‭: ‬هل‭ ‬أنتم‭ ‬أمناء‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الناس؟‭.‬