بناء العلامة التجارية

| رائد البصري

بناء‭ ‬علامتك‭ ‬التجارية‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬استثمار‭ ‬يمكنك‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أعمالك،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بعلاماتها‭ ‬التجارية‭ ‬وأصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬العملاء‭ ‬وعاداتهم‭ ‬اليومية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنهم‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬بدائل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالارتباط‭ ‬الذهني‭ ‬بالعميل‭. ‬

وتعتبر‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬وبخاصة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬سمعتها‭ ‬ونجاحها‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬ولاء‭ ‬عملائها‭. ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬كلنا‭ ‬شاهدنا‭ ‬كيفية‭ ‬التحول‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬لشعار‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬“ڤيڤا‭ ‬البحرين”‭ ‬سابقا‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬اسما‭ ‬جديدا‭ ‬“stc‭ ‬البحرين”‭ ‬حاليا،‭ ‬وكيف‭ ‬أطلق‭ ‬مشروع‭ ‬العلامة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬تعريفي‭ ‬بالشعار‭ ‬وإعلانات‭ ‬مرافقة‭ ‬تواكبت‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬لترويج‭ ‬وتسويق‭ ‬العلامة‭ ‬الجديدة‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تقوية‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬العملاء‭ ‬ليكونوا‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬الشعار‭ ‬المستحدث‭ ‬وربطه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬العموم،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬الشعار‭ ‬وبسرعة‭ ‬إلى‭ ‬أصغر‭ ‬يافطة‭ ‬وبقالة‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬المختلفة‭ ‬مستبدلا‭ ‬علامة‭ ‬قديمة‭ ‬بعلامة‭ ‬وليدة،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر‭ ‬شاهدنا‭ ‬أو‭ ‬نشاهد‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬وبعض‭ ‬الأندية‭ ‬والفضائيات‭ ‬التي‭ ‬تبادر‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬بتغيير‭ ‬شعارها‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ ‬حسب‭ ‬المناسبة‭ ‬أو‭ ‬الضرورة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬حملات‭ ‬إعلانية‭ ‬مكثفة‭ ‬لأنها‭ ‬خدمية‭ ‬وليست‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬ربحية،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يتكيف‭ ‬الجمهور،‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬وجيز،‭ ‬مع‭ ‬الشعار‭ ‬الجديد‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬مؤثرات‭ ‬إعلانية‭ ‬مكلفة‭. ‬والفرق‭ ‬هنا‭ ‬تحكمه‭ ‬التنافسية‭ ‬السوقية،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬الشركات‭ ‬لتقوية‭ ‬علاماتها‭ ‬بميزانيات‭ ‬كبيرة‭ ‬لكسر‭ ‬الفجوة‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الجمهور‭ ‬المعني‭ ‬للوصل‭ ‬إلى‭ ‬المستهلك‭ ‬النهائي‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬غايته‭ ‬في‭ ‬علامات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬تصميمي‭ ‬حضاري‭ ‬عريق‭ ‬يلامس‭ ‬نكهة‭ ‬الماضي‭ ‬ويشق‭ ‬طريق‭ ‬المستقبل،‭ ‬لاسيما‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والرقمي‭ ‬والتجديد‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬وحتمي‭ ‬لتقوية‭ ‬الارتباط‭ ‬العاطفي‭ ‬والوجداني‭ ‬بالعلامة‭ ‬المبتكرة‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬جميع‭ ‬الأجيال‭ ‬ولكسب‭ ‬الولاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استمرارية‭ ‬العلامة‭ ‬وتحصيل‭ ‬المردود‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭.‬