سوالف

الأزمات السياسية المتكررة ليست في صالح المنطقة

| أسامة الماجد

“دعا‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬ترأسها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التصعيد‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬باحتواء‭ ‬الموقف‭ ‬وتداعياته‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وتجنيبها‭ ‬العنف‭ ‬والدمار،‭ ‬وشدد‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التحرك‭ ‬العاجل‭ ‬للمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬حيوية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬للعالم‭ ‬بأسره”‭.‬

تفرض‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬القائمة‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬اتجاهات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتجنب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المزالق‭ ‬والمآزق،‭ ‬فالمنطقة‭ ‬تمر‭ ‬بخيارات‭ ‬صعبة‭ ‬بل‭ ‬قاتلة‭ ‬بسبب‭ ‬تعنت‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وتحديه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬عليه‭ ‬لزاما‭ ‬السعي‭ ‬وبشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وردع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وجملة‭ ‬سياساته‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬بمجموعها‭ ‬تعكيرا‭ ‬لصفو‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وضغوطا‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وحركة‭ ‬النماء‭. ‬فالأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬المتكررة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المنطقة‭ ‬ولعل‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬هو‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وحماقاته‭ ‬الكثيرة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إيران‭ ‬مشاكل‭ ‬متعددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬استحالة‭ ‬عقد‭ ‬معاهدات‭ ‬أو‭ ‬صلح،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يجبر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬بارز‭ ‬ومؤثر‭ ‬لضمان‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬منطقة‭ ‬حيوية‭ ‬للعالم‭ ‬ولها‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الإثبات‭ ‬والبرهان‭ ‬والتبرير‭.‬

المطلوب‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬كنتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬للتحديات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬التهديد‭ ‬معروف‭ ‬وهو‭ ‬يحاول‭ ‬بغباء‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬تغيير‭ ‬شكل‭ ‬المنطقة‭ ‬تماما‭ ‬مما‭ ‬عليه‭ ‬الآن،‭ ‬ويفترض‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬أرقى‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬وبالقدر‭ ‬المناسب‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬للمنطقة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬فالمشهد‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬خطيرة‭ ‬والمنطقة‭ ‬برمتها‭ ‬على‭ ‬كفن‭ ‬عفريت‭ ‬وتتأرجح‭ ‬على‭ ‬خيط‭ ‬واهن‭.‬

قبل‭ ‬التطورات‭ ‬المفاجئة‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬المأساوية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬التحرك‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭.‬