رؤيا مغايرة

مقتل قاسم سليماني... قراءة متطرفة

| فاتن حمزة

أزمة‭ ‬لبنان‭ ‬مستمرة‭ ‬وكذلك‭ ‬الثورة‭ ‬العراقية‭ ‬تنذر‭ ‬بخسارة‭ ‬إيران‭ ‬نفوذها،‭ ‬وقبل‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬الغليان‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬ينذر‭ ‬بكارثة‭ ‬للمشروع‭ ‬الأميركي‭ ‬الإيراني،‭ ‬أما‭ ‬اليمن‭ ‬فيكفي‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬اقترب‭ ‬التحالف‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬دور‭ ‬الحوثيين‭ ‬تسارع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإنقاذهم‭ ‬لتستمر‭ ‬القضية،‭ ‬وترامب‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬داخلية‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬عزله‭... ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬كبيرة‭ ‬تخلط‭ ‬الأوراق،‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬يرفع‭ ‬شعار‭ ‬“لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬المعركة”،‭ ‬فيحقق‭ ‬التحالف‭ ‬الأميركي‭ ‬الإيراني‭ ‬أهدافه‭ ‬ليجهز‭ ‬على‭ ‬الثورة‭ ‬العراقية‭ ‬والأزمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الداخلية‭ ‬ومعها‭ ‬أزمة‭ ‬ترامب‭ ‬نفسه،‭ ‬فكانت‭ ‬تصفية‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬الحل‭.‬

فسليماني‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬يسرح‭ ‬ويمرح‭ ‬تحت‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الأميركان‭ ‬بل‭ ‬وحمايتهم،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أسهل‭ ‬عنده‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الأبرياء،‭ ‬فأين‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬تصفيته؟‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬ولأجل‭ ‬أن‭ ‬تكتمل‭ ‬فصول‭ ‬المسرحية‭ ‬أن‭ ‬يعزي‭ ‬أذناب‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬مقتل‭ ‬سليماني،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬تطرف‭ ‬لهم‭ ‬عين‭ ‬لمقتل‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الثوار‭ ‬العراقيين‭ ‬وجرح‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭.‬

نعم‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مناوشات‭ ‬حقيقية‭ ‬بين‭ ‬أميركا‭ ‬وإيران‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭ ‬لإظهار‭ ‬المسرحية‭ ‬وكأنها‭ ‬حقيقية،‭ ‬ولن‭ ‬نحتاج‭ ‬سوى‭ ‬بضع‭ ‬سنين‭ ‬لكشفها‭ ‬تماما‭ ‬كقصة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سوى‭ ‬أكذوبة‭ ‬لتسليم‭ ‬العراق‭ ‬لإيران،‭ ‬والله‭ ‬أعلم‭ ‬بالعراق‭ ‬القادم‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية،‭ ‬ولا‭ ‬يمنع‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬بالأسباب،‭ ‬إذ‭ ‬قد‭ ‬تتطور‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬الأسوأ‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬مشاكلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬عدو‭ ‬وهمي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬قد‭ ‬تختلف‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬الأحبة‭.‬