ويبقى وجه نظام الملالي قبيحا

| فلاح هادي الجنابي

غريب‭ ‬وعجيب‭ ‬أمر‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتدافعون‭ ‬ويتسابقون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجميل‭ ‬الوجه‭ ‬البشع‭ ‬لنظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬والذي‭ ‬يطبق‭ ‬مبدأ‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬الاستبدادي‭ ‬الإقصائي‭ ‬الدموي‭ ‬التعسفي،‭ ‬والأغرب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والمثقفين‭ ‬العراقيين‭ ‬والسوريين‭ ‬واللبنانيين‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدافعين،‭ ‬حيث‭ ‬جعلوا‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬اغتيال‭ ‬الإرهابي‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬مبررا‭ ‬ومسوغا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬وهم‭ ‬يستميتون‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭ ‬وهو‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬سلب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬من‭ ‬بلدانهم‭ ‬وجعل‭ ‬الحياة‭ ‬فيها‭ ‬جحيما‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭.‬

الكذب‭ ‬على‭ ‬الذقون‭ ‬وتمويه‭ ‬الحقائق‭ ‬وخداع‭ ‬الناس،‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬وأسس‭ ‬هؤلاء‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬القمعي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬كل‭ ‬معارض‭ ‬أو‭ ‬مخالف‭ ‬له‭ ‬بمثابة‭ ‬محارب‭ ‬لله‭ ‬ويجب‭ ‬القضاء‭ ‬عليه‭ ‬وقتله،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬مهمات‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬تصفية‭ ‬المعارضين‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإيحاء‭ ‬بديمقراطية‭ ‬النظام‭ ‬وتعامله‭ ‬الإنساني‭ ‬مع‭ ‬شعبه‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسويق‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وتصويره‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مثالي‭ ‬ونموذجي‭ ‬وجدير‭ ‬بأن‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تمر‭ ‬فترة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬إلا‭ ‬ونرى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬والمؤشرات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬كذب‭ ‬كل‭ ‬مزاعم‭ ‬تجميل‭ ‬الوجه‭ ‬القبيح‭ ‬للنظام،‭ ‬فمعدنه‭ ‬وماهيته‭ ‬معادية‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إنساني‭ ‬وحقاني‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬رأى‭ ‬ويرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬معارض‭ ‬له‭ ‬هدفا‭ ‬مشروعا‭ ‬للقتل،‭ ‬يرى‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬بوجهه‭ ‬وترفض‭ ‬مخططاته‭ ‬ومشروعه،‭ ‬بمثابة‭ ‬العدو‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬استهدافه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تأسيس‭ ‬خلايا‭ ‬وأحزاب‭ ‬معادية‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زعزعة‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬أهداف‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬وفيلقه‭ ‬الإرهابي‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬المعارضين‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬أشرف‭ ‬وليبرتي‭ ‬أيام‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬حيث‭ ‬ارتكب‭ ‬بحقهم‭ ‬مجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬مروعة‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬مجزرة‭ ‬8‭ ‬نيسان2011‭  ‬ومجزرة‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أيلول‭ ‬2013،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬تغيير‭ ‬ديموغرافي‭ ‬وعمليات‭ ‬تهجير‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬مشابهة،‭ ‬وقاسم‭ ‬سليماني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬مقتله‭ ‬مبررا‭ ‬لتبييض‭ ‬وجه‭ ‬النظام‭ ‬الأسود‭ ‬وجعله‭ ‬يبدو‭ ‬جميلا،‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬تلطخت‭ ‬يداه‭ ‬بدماء‭ ‬شعبه‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ولاسيما‭ ‬شعوب‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭ ‬ولبنان‭. ‬“الحوار”‭.‬