فجر جديد

لن نسمح بهذا “العبث”

| إبراهيم النهام

تتبعت‭ ‬باهتمام‭ ‬التصريح‭ ‬الرسمي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أخيرا،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬لمن‭ ‬يوظف‭ ‬حساباته‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للإضرار‭ ‬بالوطن،‭ ‬أو‭ ‬يتعاون‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬مع‭ ‬حسابات‭ ‬مشبوهة،‭ ‬تروج‭ ‬لمعلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬وكاذبة‭.‬

هذا‭ ‬التصريح‭ ‬يعبر‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬عنا‭ ‬جميعا؛‭ ‬لأن‭ ‬مرحلة‭ ‬خلط‭ ‬الأوراق‭ ‬ببعضها‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والشفافية‭ ‬لاستهداف‭ ‬الدولة‭ ‬ورموزها‭ ‬ولقتل‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬والمجتمعي،‭ ‬عدت‭ ‬بلا‭ ‬رجعة،‭ ‬وسنتصدى‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وحزم‭.‬

الدولة‭ ‬تعي‭ ‬جيدا،‭ ‬بأن‭ ‬الصراع‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬محاولات‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي،‭ ‬في‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬ومنصات‭ ‬الإعلام‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتعي‭ ‬أيضا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬المد‭ ‬الأسود،‭ ‬يتطلب‭ ‬سياسات‭ ‬“الكي”‭ ‬والاقتلاع؛‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والسلم‭ ‬الأهلي،‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء،‭ ‬لا‭ ‬فصال‭ ‬ولا‭ ‬نقاش‭ ‬ولا‭ ‬جدال‭ ‬فيها‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬البعض‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬الغباء‭ ‬والوهم‭ ‬وضياع‭ ‬البوصلة،‭ ‬وهم‭ ‬يستميتون‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬لإنجاح‭ ‬المشاريع‭ ‬الإيرانية‭ (‬هنا‭)‬،‭ ‬متغافلين‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العرب‭ ‬التي‭ ‬انكوت‭ ‬بالحديد‭ ‬والنار‭ ‬من‭ ‬مليشيات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬وبقية‭ ‬عصابات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الثيوقراطي،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬تقتل‭ ‬في‭ ‬بيوتها،‭ ‬وفي‭ ‬أماكن‭ ‬عملها،‭ ‬وفي‭ ‬الشوارع،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬العرق‭ ‬والمذهب‭ ‬والاسم‭ ‬والدين‭.‬

هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬الدامغة‭ ‬وغيرها،‭ ‬تجعلنا‭ ‬نتخندق‭ ‬جميعا‭ ‬خلف‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وخلف‭ ‬الدولة،‭ ‬شاء‭ ‬من‭ ‬شاء‭ ‬وأبى‭ ‬من‭ ‬أبى،‭ ‬فمصير‭ ‬البلد‭ ‬مهمة‭ ‬مشتركة‭ ‬وجامعة‭ ‬يتحملها‭ ‬الجميع،‭ ‬وليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬أحادية‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الرسمية‭ ‬فقط‭.‬

ختاما،‭ ‬أشير‭ ‬بإعجاب‭ ‬إلى‭ ‬التجربة‭ ‬الجميلة‭ ‬لحساب‭ ‬“ديرتي‭ ‬البحرين”،‭ ‬الذي‭ ‬نظم‭ ‬أخيرا‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬العائلية‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬متنزه‭ ‬عذاري‭ ‬امتدت‭ ‬لأيام‭ ‬عدة،‭ ‬وحضرها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬منهم‭ ‬أنا‭ ‬وعائلتي،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬مطلوب‭ ‬في‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”،‭ ‬يناقض‭ ‬مساعي‭ ‬حسابات‭ ‬أخرى‭ ‬تسعى‭ ‬لهدم‭ ‬الدولة،‭ ‬وإبادتها‭.‬