زبدة القول

وسقط قاسم سليماني

| د. بثينة خليفة قاسم

سقط‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬بغارة‭ ‬أميركية‭ ‬على‭ ‬مطار‭ ‬بغداد،‭ ‬وكأن‭ ‬الله‭ ‬أراد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬وينزف‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬شبع‭ ‬ثراها‭ ‬من‭ ‬دماء‭ ‬ضحاياه‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬مليشياته‭ ‬وأذنابه‭ ‬الطائفيين‭ ‬الذين‭ ‬يتقاضون‭ ‬رواتبهم‭ ‬من‭ ‬طهران‭.‬

قاسم‭ ‬سليماني‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬يضع‭ ‬الخطط‭ ‬ويشرف‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬دمار‭ ‬العراق‭ ‬ونهب‭ ‬أمواله‭ ‬ونقلها‭ ‬إلى‭ ‬طهران،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬صعدة‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬خراب‭ ‬اليمن‭ ‬وتوصيله‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه،‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬السوريين‭ ‬هو‭ ‬وحسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭.‬

سليماني‭ ‬دون‭ ‬مبالغة‭ ‬كان‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬ويقتلون‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وسيسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬ورجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬وأسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬ومعهم‭ ‬تنظيم‭ ‬الحمدين‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التابعة،‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬طائفة‭ ‬كانت،‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬أوصلوا‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬وضياع‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬أسقطوا‭ ‬الملايين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬قتيل‭ ‬وجريح‭ ‬ومشرد‭.‬

وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ترتفع‭ ‬أصوات‭ ‬العويل‭ ‬والتهديد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أيتام‭ ‬وأرامل‭ ‬سليماني‭ ‬وأتباع‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تتواجد‭ ‬فيها‭ ‬مليشيات‭ ‬الخراب‭ ‬الطائفية‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬تلقت‭ ‬الخطط‭ ‬وتلقت‭ ‬الأوامر‭ ‬من‭ ‬سليماني،‭ ‬ففي‭ ‬لبنان‭ ‬الجريح‭ ‬راح‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬يهدد‭ ‬بالرد‭ ‬وتفجير‭ ‬بيروت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬استجابة‭ ‬لأوامر‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬كالعادة‭ ‬أن‭ ‬يأكل‭ ‬بأسنان‭ ‬غيره‭ ‬وأن‭ ‬يستخدم‭ ‬ميادين‭ ‬عربية‭ ‬للانتقام‭ ‬لقائده‭ ‬الدموي‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬واستخدمها‭ ‬في‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار،‭ ‬وكأن‭ ‬لبنان‭ ‬لا‭ ‬يكفيه‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬وغيره‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يعيرون‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬لبقائه‭ ‬واستقراره‭.‬‭ ‬

حتى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬تريد‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تنقل‭ ‬النار‭ ‬إلى‭ ‬حجر‭ ‬غيرها‭ ‬وتريد‭ ‬للشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬المكلوم‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنا‭ ‬لسياساتها‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬نفذها‭ ‬سليماني‭ ‬باقتدار‭ ‬ودفع‭ ‬ثمنها،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬تهديدات‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬تهديد‭ ‬الأخير‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬سليماني‭ ‬ينذر‭ ‬بأخطر‭ ‬العواقب‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬تحديدا‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬تعليمات‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬بتفجير‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فالمواجهة‭ ‬إيرانية‭ ‬أميركية‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬الرد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بلد‭ ‬عربي‭ ‬أو‭ ‬عبره،‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬قيامه‭ ‬بأية‭ ‬مغامرة‭.  ‬فلترد‭ ‬إيران‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬قائدها‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديها‭ ‬الشجاعة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬واستخدام‭ ‬المليشيات‭ ‬العربية‭ ‬الطائفية‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭.‬