قهوة الصباح

البحرين أولا وأخيرا

| سيد ضياء الموسوي

كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬وجلي‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬سيكون‭ ‬حافلًا‭ ‬باشتعال‭ ‬المحارق‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وينبئ‭ ‬عن‭ ‬بوادر‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬طالما‭ ‬تم‭ ‬التحذير‭ ‬منها،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أقسى‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬لـ‭ ‬2008،‭ ‬فالقادمة‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬وليست‭ ‬فقط‭ ‬مالية،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬حروب‭ ‬أو‭ ‬فتن‭ ‬سياسية‭ ‬عاصفة‭. ‬

وأنا‭ ‬هنا،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬أتمنى‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أبناءنا‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بيانات‭ ‬أو‭ ‬خطابات‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬إخراجهم‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التسميات‭ ‬والشعارات،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬الانتباه‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأبناء،‭ ‬ورفع‭ ‬وعيهم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقعوا‭ ‬ضحية‭ ‬أي‭ ‬شعار‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬تعبئة‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الحدود‭. ‬أتكلم‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬المحبة،‭ ‬والحرص،‭ ‬والإنسانية‭ ‬آملا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬ولكل‭ ‬بحريني‭ ‬المستقبل‭ ‬التعليمي‭ ‬والمهني‭ ‬والحياتي‭ ‬الجميل‭ ‬حاضرا‭ ‬ومستقبلا‭. ‬وأقول‭ ‬لأبنائنا‭ ‬الأعزاء،‭ ‬لا‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المحارق،‭ ‬ودفع‭ ‬الفواتير‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬تقبلوا‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬حطب‭ ‬المحارق‭ ‬لأي‭ ‬صراعات‭ ‬إقليمية،‭ ‬وانتبهوا‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬وضعوا‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬

كونوا‭ ‬حذرين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تعبئة‭ ‬خطابية‭ ‬عبر‭ ‬القنوات،‭ ‬أي‭ ‬قناة‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬البيانات‭ ‬المتجولة،‭ ‬ولتستفيدوا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬مرت،‭ ‬وسببت‭ ‬وجعا‭ ‬كبيرا‭ ‬للوطن،‭ ‬ولكم‭ ‬ولكل‭ ‬بحريني‭. ‬أقول‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الحب،‭ ‬والصدق‭ ‬الأخوي‭ ‬والوطني‭ ‬والشرعي‭ ‬والأخلاقي،‭ ‬كما‭ ‬حذرت‭ ‬منذ‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬مقاطعة‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وحذرت‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ (‬الربيع‭ ‬العربي‭)‬،‭ ‬وخرجت‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬ودعوت‭ ‬بكل‭ ‬بوضوح‭ ‬ألا‭ ‬تنجروا‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬من‭ ‬محارق‭ ‬وأزمات،‭ ‬وأثبتت‭ ‬التجربة‭ ‬مصداقية‭ ‬قولي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هدفي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬وعلى‭ ‬الناس،‭ ‬أكتب‭ ‬اليوم‭ ‬وبكل‭ ‬صدق،‭ ‬ومحبة،‭ ‬وأكرر‭ ‬ذات‭ ‬الخطاب،‭ ‬ضعوا‭ ‬يدكم‭ ‬بيد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬والوطن‭ ‬في‭ ‬لو‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬حدثت‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬أو‭ ‬إقليمية،‭ ‬ولنعمل‭ ‬سويا‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬إنجازاتنا‭ ‬وخياراتنا‭ ‬وأولوياتنا‭ ‬الوطنية‭. ‬وعلينا‭ ‬كمثقفين‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومجتمع‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬متراصًا،‭ ‬وألا‭ ‬نسمح‭ ‬لأي‭ ‬خطاب‭ ‬يقود‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬أو‭ ‬ابن‭ ‬من‭ ‬أبنائنا‭ ‬إلى‭ ‬المحرقة‭ ‬أو‭ ‬يكون‭ ‬حطبًا‭ ‬للمحارق‭. ‬

لقد‭ ‬وجدتم‭ ‬الأعراس‭ ‬البحرينية‭ ‬كيف‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والتحالف‭ ‬الشعبي‭ ‬الكبير‭ ‬بعد‭ ‬فوز‭ ‬منتخب‭ ‬البحرين‭ ‬بكأس‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وكيف‭ ‬خرجت‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيها‭ ‬شيعة‭ ‬وسنة‭ ‬بوحدة‭ ‬وطنية‭ ‬وحب‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وكيف‭ ‬عمت‭ ‬الفرحة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأيضا‭ ‬شهدنا‭ ‬أعراسا‭ ‬إضافية‭ ‬جراء‭ ‬موقف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وخروج‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وهنا‭ ‬زادت‭ ‬الفرحة،‭ ‬وزادت‭ ‬الأعراس‭ ‬الوطنية‭ ‬ناثرين‭ ‬الورد‭ ‬بالدعاء‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬البحرين‭ ‬أفراحا‭ ‬ومسرات‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭. ‬

نحن‭ ‬كمجتمع‭ ‬بحريني،‭ ‬لنا‭ ‬خصوصيتنا‭ ‬البحرينية،‭ ‬ومشاكلنا،‭ ‬فلسنا‭ ‬مسؤولين‭ ‬بما‭ ‬يجري،‭ ‬ويحدث‭ ‬من‭ ‬تجاذبات‭ ‬بين‭ ‬صراع‭ ‬براغماتي‭ ‬أو‭ ‬سياسي‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وأمريكا‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬ترسمه‭ ‬لنا‭ ‬مصلحة‭ ‬الخريطة‭ ‬التي‭ ‬ترسمها‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭. ‬أعلم‭ ‬أن‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬حذرًا،‭ ‬وتعلمنا‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬نحذر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فتنة‭ ‬إقليمية،‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬مجتمع‭ ‬بحريني‭ ‬علمي‭ ‬ثقافي‭ ‬يسعي‭ ‬لصناعة‭ ‬الإنجازات‭ ‬لصالح‭ ‬الوطن‭. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭.‬