خوارزميات التعلم الآلي في تولد الخطاب الاصطناعي

| د. جاسم حاجي

يمكن‭ ‬لواجهة‭ ‬الدماغ‭ ‬والآلة‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬أنشأها‭ ‬علماء‭ ‬الأعصاب‭ ‬أن‭ ‬تولِّد‭ ‬خطابًا‭ ‬اصطناعيًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬نشاط‭ ‬الدماغ‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬صوتي‭ ‬افتراضي‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محاكاة‭ ‬كمبيوتر‭ ‬مفصلة‭ ‬تشريحيًا‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشفاه‭ ‬والفك‭ ‬واللسان‭ ‬والحنجرة،‭ ‬وقد‭ ‬أجريت‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الأبحاث‭ ‬باستخدام‭ ‬النطق‭ ‬السليم،‭ ‬لكن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬يومًا‭ ‬ما‭ ‬أصوات‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الكلام‭ ‬بسبب‭ ‬الشلل‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الضرر‭ ‬العصبي‭. ‬السكتة‭ ‬الدماغية،‭ ‬وإصابات‭ ‬الدماغ‭ ‬المؤلمة،‭ ‬والأمراض‭ ‬العصبية‭ ‬التنكسية‭ ‬مثل‭ ‬مرض‭ ‬باركنسون،‭ ‬والتصلب‭ ‬المتعدد،‭ ‬والتصلب‭ ‬الجانبي‭ ‬الضموري‭ (‬أو‭ ‬مرض‭ ‬لو‭ ‬جيريج‭) ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الكلام،‭ ‬ويتعلم‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬إعاقات‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬النطق‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بتوضيح‭ ‬أفكارهم‭ ‬حرفًا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬باستخدام‭ ‬أجهزة‭ ‬مساعدة‭ ‬تقوم‭ ‬بتتبع‭ ‬حركات‭ ‬عضلات‭ ‬الوجه‭ ‬أو‭ ‬العين‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬إنتاج‭ ‬نص‭ ‬أو‭ ‬خطاب‭ ‬مركب‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬أمر‭ ‬شاق،‭ ‬وعرضة‭ ‬للخطأ،‭ ‬وبطيء‭ ‬للغاية،‭ ‬ويسمح‭ ‬عادة‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬كلمات‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬كحد‭ ‬أقصى،‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالـ‭ ‬100‭-‬150‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬الطبيعي‭.‬

يوضح‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تطويره‭ ‬في‭ ‬المختبر‭ - ‬الموصوف‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬Nature‭ - ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إنشاء‭ ‬نسخة‭ ‬مركبة‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الشخص،‭ ‬ويمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشاط‭ ‬مراكز‭ ‬النطق‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭. ‬يقول‭ ‬المؤلفون‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬التواصل‭ ‬بطلاقة‭ ‬للأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬إعاقة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬النطق‭ ‬فحسب،‭ ‬لكن‭ ‬يمكنه‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬الصوت‭ ‬الموسيقي‭ ‬للصوت‭ ‬البشري‭ ‬الذي‭ ‬ينقل‭ ‬مشاعر‭ ‬المتحدث‭ ‬وشخصيته‭.‬

ويعتمد‭ ‬البحث‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬حديثة‭ ‬وصف‭ ‬فيها‭ ‬العلماء‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬كيف‭ ‬يقوم‭ ‬مركز‭ ‬الكلام‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬البشري‭ ‬بتصميم‭ ‬حركات‭ ‬الشفتين‭ ‬والفك‭ ‬واللسان‭ ‬ومكونات‭ ‬المسالك‭ ‬الصوتية‭ ‬الأخرى‭ ‬لإنتاج‭ ‬الكلام‭ ‬بطلاقة‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬العمل،‭ ‬أدرك‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬المحاولات‭ ‬السابقة‭ ‬لفك‭ ‬تشفير‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬الدماغ‭ ‬ربما‭ ‬حققت‭ ‬نجاحًا‭ ‬محدودًا‭ ‬لأن‭ ‬مناطق‭ ‬الدماغ‭ ‬هذه‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬الخصائص‭ ‬الصوتية‭ ‬لأصوات‭ ‬الكلام،‭ ‬بل‭ ‬الإرشادات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنسيق‭ ‬حركات‭ ‬الفم‭ ‬والحلق‭ ‬أثناء‭ ‬الكلام‭.‬

العلاقة‭ ‬بين‭ ‬حركات‭ ‬المسالك‭ ‬الصوتية‭ ‬وأصوات‭ ‬الكلام‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬معقدة،‭ ‬فقد‭ ‬استنتج‭ ‬العلماء‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مراكز‭ ‬الكلام‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭ ‬ترمز‭ ‬إلى‭ ‬الحركات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الأصوات،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاولوا‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬رموز‭ ‬تلك‭ ‬الإشارات‭.‬

يقوم‭ ‬الباحثون‭ ‬حاليًا‭ ‬بتجربة‭ ‬مصفوفة‭ ‬الأقطاب‭ ‬عالية‭ ‬الكثافة‭ ‬وخوارزميات‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬التي‭ ‬يأملون‭ ‬أن‭ ‬تحسن‭ ‬الخطاب‭ ‬المركب‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭.‬