ياسمينيات

شؤون الموظفين... للبحرينيين

| ياسمين خلف

ليس‭ ‬تحيزاً،‭ ‬ولا‭ ‬عنصرية،‭ ‬إنما‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬فالحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تحفظ‭ ‬له‭ ‬كرامته،‭ ‬وتمكنه‭ ‬من‭ ‬إعالة‭ ‬نفسه‭ ‬وتكوين‭ ‬أسرته‭ ‬الخاصة،‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬التي‭ ‬شرعها‭ ‬له‭ ‬الدستور،‭ ‬وقضية‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بجدية‭ ‬وحزم،‭ ‬أمر‭ ‬بات‭ ‬ملحاً،‭ ‬ويزداد‭ ‬أهمية‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬بعدما‭ ‬تكدس‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬دون‭ ‬عمل‭ ‬لسنوات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬البطالة‭ ‬تنهش‭ ‬في‭ ‬المواطنين‭ ‬نهشاً‭. ‬

المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬تنقصه‭ ‬الشهادات‭ ‬ولا‭ ‬المهارات‭ ‬ولا‭ ‬الكفاءة،‭ ‬ومشهود‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافل‭ ‬وجميع‭ ‬الدول‭ ‬بتميزه‭ ‬وإخلاصه‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬ومسألة‭ ‬تفضيل‭ ‬الأجنبي‭ ‬على‭ ‬البحريني‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬مبرر‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬الشماعة‭ ‬التي‭ ‬يعلق‭ ‬عليها‭ ‬البعض‭ ‬مسببات‭ ‬تفضيل‭ ‬تشغيل‭ ‬الأجنبي‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬البحريني،‭ ‬فالعاطلون‭ ‬جّلهم‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية،‭ ‬ومن‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يستحقون‭.‬

مهلاً،‭ ‬ومن‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الأجنبي‭ ‬اليوم‭ ‬خيار‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬لأنه‭ ‬يملك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يملكه‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬شهادات‭ ‬ومهارات‭ ‬أو‭ ‬خبرات،‭ ‬فالأجنبي‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ما‭ ‬الداعي‭ ‬لوجودهم‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬شهادات‭ ‬جامعية،‭ ‬أليس‭ ‬البحريني‭ ‬أولى‭ ‬بها،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الشهادات‭ ‬الثانوية‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بهذه‭ ‬الوظائف،‭ ‬وهم‭ ‬أولى‭ ‬بخيرات‭ ‬البلد‭!‬

مؤسف‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬والآسيوية‭ ‬وحتى‭ ‬الأجنبية‭ ‬يقفون‭ ‬حائلاً‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والوظائف،‭ ‬وببساطة‭ ‬لأنهم‭ ‬يتولون‭ ‬مناصب‭ ‬حساسة،‭ ‬كتوليهم‭ ‬مسؤولية‭ ‬توظيف‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارات‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين،‭ ‬والذين‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬بني‭ ‬جلدتهم‭ ‬مستبعدين‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أحق‭ ‬بهذه‭ ‬الوظائف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أجنبي‭ ‬آخر،‭ ‬وعملية‭ ‬بحرنة‭ ‬إدارات‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬أمر‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬بجدية،‭ ‬كونها‭ ‬البوابة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬المواطن‭ ‬وظيفة‭ ‬وعملا،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تلقى‭ ‬أوراقه‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬سلة‭ ‬مهملات،‭ ‬لتوضع‭ ‬على‭ ‬طاولات‭ ‬التوظيف‭ ‬بدلا‭ ‬عنها‭ ‬سير‭ ‬ذاتية‭ ‬لأجانب،‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خيار‭ ‬بحريني‭.‬

 

ياسمينة‭:

‬بحرنة‭ ‬إدارات‭ ‬شؤون‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬مطلب‭ ‬مُلح‭.‬