2019... عامٌ بلون الذهب ونكهة الزعامة

| سالم الشوبكي

أَفَلَ‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬لكنّه‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مُقترنا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬سطّرتها‭ ‬عزائم‭ ‬أبنائها‭ ‬المتطلّعين‭ ‬دومًا‭ ‬إلى‭ ‬إثبات‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬التميّز،‭ ‬فجعلوه‭ ‬عامًا‭ ‬بلون‭ ‬الذهب‭ ‬ونكهة‭ ‬الزعامة‭.‬

تسارعت‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المسارات،‭ ‬وتفوّقت‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المؤشّرات،‭ ‬لترسّخ‭ ‬اسمها‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬في‭ ‬قائمتي‭ ‬الريادة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬ولعلّ‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬بمكان‭ ‬سرد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحقق؛‭ ‬فالنتاجات‭ ‬غزيرة‭ ‬والمجالات‭ ‬كثيرة؛‭ ‬لذا‭ ‬أودّ‭ ‬الحديث‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬والثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬والسياحة‭.‬

رياضيًّا‭ ‬سيبقى‭ ‬عالقًا‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجمعية‭ ‬للبحرينيين‭ ‬ظَفَرُ‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بلقب‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الخليج،‭ ‬ووافر‭ ‬الفرح‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬قلوب‭ ‬الجميع‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬كأس‭ ‬غالية‭ ‬طال‭ ‬انتظارها،‭ ‬كما‭ ‬لن‭ ‬يُنسى‭ ‬التتويج‭ ‬بذهبية‭ ‬بطولة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬ومنتخب‭ ‬اليد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬لم‭ ‬يرض‭ ‬بأن‭ ‬يمرَّ‭ ‬العام‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬فحقق‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬آسيا‭ ‬وتأهل‭ ‬لأولمبياد‭ ‬طوكيو‭ ‬“2020”،‭ ‬وتواصل‭ ‬التفوّق‭ ‬الرياضي‭ ‬بحصول‭ ‬المنتخب‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬العسكرية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭.‬

سياحيًّا‭ ‬سميَّت‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬للسياحة‭ ‬العربية،‭ ‬وقبلها‭ ‬بفترة‭ ‬وجيزة‭ ‬اختيرت‭ ‬شقيقتها‭ ‬المحرّق‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المبدعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التصميم‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬منظمة‭ ‬“اليونيسكو”،‭ ‬كما‭ ‬حصدت‭ ‬جائزة‭ ‬الأغا‭ ‬خان‭ ‬للعمارة‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬“إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬منطقة‭ ‬المحرّق”،‭ ‬وعلى‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬“لليونيسكو”‭ ‬أدرجت‭ ‬أيضًا‭ ‬“تلال‭ ‬مدافن‭ ‬دلمون”،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬تقدير‭ ‬دولي‭ ‬للقيمة‭ ‬الحضارية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجهود‭ ‬الحِفاظ‭ ‬عليها‭.‬

ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬مئويّتي‭ ‬التعليم‭ ‬والشرطة‭ ‬اللتين‭ ‬شهدهما‭ ‬عام‭ ‬“2019”،‭ ‬وما‭ ‬تمثلانه‭ ‬من‭ ‬رمزية‭ ‬مهمّة‭ ‬لمجالين‭ ‬شكلا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬عقلاً‭ ‬يبني‭ ‬ودرعًا‭ ‬تحمي‭.‬

ولِمن‭ ‬يُحسن‭ ‬قراءة‭ ‬المؤشّرات‭ ‬ففيما‭ ‬سبق‭ ‬ذكره‭ ‬دلالات‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قياس‭ ‬المستويات‭ ‬التصاعدية‭ ‬للتطوّر‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬القطاعات،‭ ‬وبِقدر‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬ذلك‭ ‬للفخر‭ ‬فإنه‭ ‬يضع‭ ‬المعنيين‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياتهم،‭ ‬ويحتِّم‭ ‬عليهم‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المُنجر‭ ‬وزيادته،‭ ‬وتأكيد‭ ‬النجاح‭ ‬ومضاعفته،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تسويف،‭ ‬أو‭ ‬استسلام‭ ‬للمعيقات،‭ ‬أو‭ ‬ترحيل‭ ‬للمشكلات،‭ ‬فأمام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬رهانات‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬مواعيد‭ ‬محدّدة،‭ ‬والوقت‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭.‬