فجر جديد

تقرير “رامبي” المشؤوم

| إبراهيم النهام

التقرير‭ ‬المشؤوم‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬السيناتور‭ ‬الإيطالي‭ ‬روبرتو‭ ‬رامبي‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬الفائت،‭ ‬عما‭ ‬اسماه‭ ‬حالة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬هو‭ ‬صورة‭ ‬مستنسخة‭ ‬من‭ ‬السيناريوهات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬جهات‭ ‬وشخوص‭ ‬مشبوهة،‭ ‬تستهدف‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

فرامبي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬أحد،‭ ‬غير‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬البحريني،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يثير‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬الكبرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والصغرى‭ ‬عن‭ ‬النوايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬خلف‭ ‬تصريحه‭ ‬المفبرك،‭ ‬والتي‭ ‬سهر‭ ‬الليل‭ ‬والنهار‭ ‬لكي‭ ‬يضمن‭ ‬وصولها‭ ‬لأغلب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية،‭ ‬بسرد‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬الحقيقة‭ ‬أو‭ ‬يقربها‭.‬

ولذلك،‭ ‬كانت‭ ‬الانتفاضة‭ ‬كبيرة،‭ ‬حيث‭ ‬هوجم‭ ‬التقرير‭ ‬بشراسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهات‭ ‬حقوقية‭ ‬دولية‭ ‬وعربية‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬بيان‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عيسى‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬أنار‭ ‬الطريق‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬جديدة‭ ‬لإثارة‭ ‬البلبلة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ابتزازها‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭.‬

رامبي‭ ‬أصدر‭ ‬تقريره‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أحادي؛‭ ‬لضعف‭ ‬الحجة‭ ‬والدليل،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يتواصل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الحقوقي‭ ‬بالبحرين،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أبوابها‭ ‬مشرعة‭ ‬للجميع،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأنه‭ ‬يُمرر‭ ‬الخطاب‭ ‬كما‭ ‬طُلب‭ ‬منه،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬بالضرورة‭ ‬عن‭ ‬فحواه،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬نظراؤه‭ ‬الآخرون‭.‬

البحرين‭ ‬والتي‭ ‬فازت‭ ‬بعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬للمرة‭ ‬الثالثة‭ ‬وبنسبة‭ ‬تصويت‭ ‬قياسية‭ ‬تعكس‭ ‬ثقة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بها،‭ ‬وبحال‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بها،‭ ‬هي‭ ‬بغنى‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬أو‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬تصريح‭ ‬رامبي‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬شاكلته،‭ ‬والذين‭ ‬كان‭ ‬بهم‭ ‬الأحرى،‭ ‬تسليط‭ ‬الأنظار‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬تُمارس‭ ‬بها‭ ‬أفظع‭ ‬ممارسات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬كإيران‭ ‬وفلسطين‭ ‬والعراق‭ ‬وسوريا‭.‬

والإشارة‭ ‬أن‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬كبيرة‭ ‬تضطهد‭ ‬الأقليات‭ ‬المسلمة‭ ‬وتحاربها،‭ ‬وتقتلها،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مذهبي‭ ‬وعنصري‭ ‬مقيت،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتقدهم‭ ‬أحد‭.‬