فجر جديد

التربح بقتل الناس

| إبراهيم النهام

التصريحات‭ ‬المتجددة‭ ‬والتي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬حسن‭ ‬الدوي‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬المتردية‭ ‬والفاسدة‭ ‬لأغلب‭ ‬مطاعم‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬تتطلب‭ ‬وقفة‭ ‬نيابية‭ ‬وشعبية‭ ‬حاسمة،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬قتل‭ ‬لأسباب‭ ‬تهدف‭ ‬زيادة‭ ‬الربح‭ ‬وتخفيض‭ ‬النفقات‭.‬

الدوي‭ ‬ذكر‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬ان‭ ‬لم‭ ‬تخني‭ ‬الذاكرة،‭ ‬بأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬بالمحرق‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بمعايير‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬الأساسية،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النظافة،‭ ‬ولا‭ ‬جودة‭ ‬الأطعمة،‭ ‬ولا‭ ‬صلاحياتها،‭ ‬ولا‭ ‬آلية‭ ‬التخزين‭ ‬المتبعة‭ ‬بها،‭ ‬وبأن‭ ‬المخالفين‭ ‬يتجاوز‭ ‬نسبتهم‭ ‬الخمسين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬المجموع‭ ‬العام‭ ‬للمطاعم،‭ ‬فما‭ ‬الذي‭ ‬يجري؟

هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬الخطيرة‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬مباغتة،‭ ‬وعشوائية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المطاعم،‭ ‬وتم‭ ‬توثيقها‭ ‬بالصور،‭ ‬وأخذ‭ ‬العينات،‭ ‬يدفعنا‭ ‬للتساؤل‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬من‭ ‬بعد‭ (‬رسمياً‭)‬؟‭ ‬وهل‭ ‬سيكون‭ (‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬هذا‭) ‬مجدياً‭ ‬بالفعل‭ ‬أم‭ ‬لا؟

من‭ ‬المؤسف‭ ‬جداً‭ ‬أن‭ ‬جمعا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬والبلديين‭ ‬والناشطين‭ ‬بات‭ ‬دورهم‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يتخطى‭ ‬الفضفضة‭ ‬عبر‭ ‬الصحف‭ ‬ومنصات‭ (‬السوشيال‭ ‬ميديا‭) ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬خاطئة‭ ‬هنا‭ ‬وهنالك،‭ ‬وهي‭ ‬فضفضة‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬التجاوب‭ ‬معها‭ (‬رسمياً‭) ‬إلا‭ ‬بـ‭(‬القطارة‭)‬،‭ ‬فلماذا؟

الدولة‭ ‬اتبعت‭ ‬إجراءات‭ ‬تقشفية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ترتبط‭ ‬بالتوازن‭ ‬المالي،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬منها‭ (‬باكج‭) ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬ورفع‭ ‬رسوم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عمن‭ ‬ما‭ ‬يخالفون‭ ‬ويتعدون‭ ‬على‭ ‬القانون؟‭ ‬وماذا‭ ‬عمن‭ ‬يتلكؤون‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجبهم‭ ‬لمواجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المفسدين؟

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هنالك‭ ‬رقابة‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬المختلفة،‭ ‬لما‭ ‬ينشر‭ ‬ضدها‭ ‬سواء‭ ‬بالصحف‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬بمنصات‭ ‬الاعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬وعن‭ ‬آلية‭ ‬تجاوبها‭ ‬مع‭ ‬ينشر،‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها،‭ ‬وجدواها،‭ ‬ونتائجها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬قياس‭ ‬وتقييم‭ ‬لمرؤوسيها،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬محض‭ ‬هراء‭ ‬حقيقي‭.‬