صندوق السيولة.. رؤية وطنية صائبة

| عبدعلي الغسرة

بتكليف‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬الحكومي‭ ‬2019م،‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬إنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬بقيمة‭ (‬100‭) ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت،‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية،‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬وغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬وصندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬بغرض‭ ‬تمويل‭ ‬الشركات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والصغيرة‭.‬

ويأتي‭ ‬إنشاء‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحفيز‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ودعمه،‭ ‬وتم‭ ‬توقيع‭ ‬أربع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وأربعة‭ ‬بنوك‭ ‬لتمويل‭ ‬الشركات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬دخلها‭ ‬السنوي‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬بمبلغ‭ ‬“مليون‭ ‬دينار”‭ ‬والشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬دخلها‭ ‬السنوي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬بمبلغ‭ (‬250‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭) ‬وفقًا‭ ‬للمعايير‭ ‬والشروط‭ ‬المحددة‭ ‬لذلك‭ ‬ولفترة‭ ‬تصل‭ ‬لثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬وبفوائد‭ ‬2‭.‬5‭ %‬،‭ ‬وستتوزع‭ ‬ميزانية‭ ‬الصندوق‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ (‬30‭ % ‬للصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬و70‭% ‬للكبيرة‭). ‬

إن‭ ‬ما‭ ‬سيتم‭ ‬توفيره‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬ائتمانية‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬السيولة‭ ‬ولفترة‭ ‬مؤقتة‭ (‬3‭ ‬سنوات‭) ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬يُعاني‭ ‬منها،‭ ‬وهذا‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬إنتاجيته‭ ‬ومن‭ ‬وجوده‭ ‬التنموي‭ ‬ويُحقق‭ ‬له‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬البحرينية‭. ‬

وصندوق‭ ‬السيولة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الريادية‭ ‬الوطنية‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ (‬تحويل‭ ‬التحديات‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬مستقبلية‭ ‬لتحقق‭ ‬النماء‭ ‬والازدهار‭ ‬للبحرين‭)‬،‭ ‬ويُمثل‭ ‬رؤية‭ ‬سموه‭ ‬كأحد‭ ‬سُبل‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتقديم‭ ‬أوجه‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستمرار‭ ‬للشركات‭ ‬بإعادة‭ ‬جدولة‭ ‬التزاماتها‭ ‬المالية‭ ‬وانتعاشها‭ ‬وتنشيط‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030م،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬للبحرين‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬اهتمامه‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬عاليًا،‭ ‬وتمكين‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬كشريك‭ ‬تنموي‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وهذا‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية‭ ‬وضخ‭ ‬وظائف‭ ‬جديدة‭ ‬للبحرينيين‭ ‬وتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وهذا‭ ‬التوجه‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ (‬2019م‭ ‬ــ‭ ‬2020م‭) ‬المتعلق‭ (‬بدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬كمحرك‭ ‬رئيسي‭ ‬للتنمية‭ ‬وخلق‭ ‬الفرص‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمستثمرين‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أولويات‭ ‬برنامج‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬“تأمين‭ ‬البيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭.‬