أنسنة

العام 2020 هل يشهد اهتماما بالقضية الإنسانية الأبرز؟

| رجاء مرهون

يستعد‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬ليطوي‭ ‬أوراقه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حمل‭ ‬كتابه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فينا‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬رحيل‭ ‬عام‭ ‬ودخول‭ ‬آخر‭ ‬جديد،‭ ‬نجتهد‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬إنجازاتنا‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬بأكملها،‭ ‬ورسم‭ ‬أهدافنا‭ ‬لسنة‭ ‬قادمة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬حال‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬يستحق‭ ‬حالة‭ ‬جرد‭ ‬وتخطيط‭ ‬مشابهة،‭ ‬فماذا‭ ‬حققنا‭ ‬كمجتمع‭ ‬وإلى‭ ‬ماذا‭ ‬نسعى،‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬الوقوف‭.‬

ونحن‭ ‬أمام‭ ‬جرد‭ ‬نهاية‭ ‬العام،‭ ‬أود‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية؛‭ ‬تشكل‭ ‬أحد‭ ‬المقاييس‭ ‬لتقييم‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬وتطورنا‭ ‬الأخلاقي‭ ‬وتضامننا‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬الخدمات‭ ‬والدعم‭ ‬المقدم‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭. ‬ما‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬قدمناه‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬كاملة؟

ونحن‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬هل‭ ‬سيتوقف‭ ‬ما‭ ‬نمنحه‭ ‬لهؤلاء‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الشهري‭ ‬وساعتي‭ ‬رعاية‭ ‬بشروط‭ ‬مشددة‭ ‬وبضع‭ ‬مراكز‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬لسد‭ ‬الطلب‭ ‬المتنامي؟‭ ‬لن‭ ‬أخفي‭ ‬انزعاجي‭ ‬من‭ ‬الردود‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬الشعبية‭ ‬والنيابية‭ ‬بإنشاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬المتخصصة‭ ‬لخدمة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة،‭ ‬فالكلام‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬طيبة‭ ‬والرغبات‭ ‬النيابية‭ ‬“متحققة‭ ‬على‭ ‬الأرض”‭ ‬يجافي‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬صارخ‭.‬

تناقض‭ ‬الردود‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬الأهلية‭ ‬والنيابية‭ ‬أيضا‭ ‬مع‭ ‬تصريح‭ ‬أورده‭ ‬وزير‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬جميل‭ ‬حميدان‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬وجود‭ ‬500‭ ‬حالة‭ ‬توحد‭ ‬تنتظر‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬المدعومة‭ ‬حكوميا‭.‬

يعد‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمركز‭ ‬شامل‭ ‬متخصص‭ ‬لخدمة‭ ‬‮٩‬‭ ‬فئات،‭ ‬وهو‭ ‬حدث‭ ‬طال‭ ‬انتظاره‭ ‬لسنوات،‭ ‬وحديث‭ ‬ذو‭ ‬شجون‭ ‬أيضا،‭ ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬2020‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تعاملنا‭ ‬دولة‭ ‬ومجتمعا‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬يعكس‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬التطور‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والإنساني،‭ ‬وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭.‬