لمحات

مشكلة المواعيد الطبية

| د.علي الصايغ

بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬لا‭ ‬تبرح‭ ‬محلها‭ ‬رغم‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬بحت‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬النقاش،‭ ‬والشكوى،‭ ‬وإبداء‭ ‬الآراء‭ ‬بشأنها،‭ ‬ومنها‭ ‬مواعيد‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواعيد‭ ‬عيادات‭ ‬الأسنان‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬والتي‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬جدا،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬انتظار‭ ‬المرضى‭ - ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ - ‬مجازفة‭ ‬بصحتهم،‭ ‬أو‭ ‬أرواحهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين‭.‬

والمعضلة‭ ‬الحقيقية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أمرين‭ ‬أساسيين؛‭ ‬أولهما‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬وما‭ ‬يندرج‭ ‬تحتها‭ ‬من‭ ‬تخصصات،‭ ‬وأجهزة‭ ‬متوفرة،‭ ‬وانحسار‭ ‬الجهات‭ ‬الطبية‭ ‬المعنية‭ ‬بمعالجة‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬أو‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬وثانيهما‭ ‬بعض‭ ‬الآليات‭ ‬التنظيمية‭ ‬العقيمة،‭ ‬غير‭ ‬المجدية‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬العبء،‭ ‬وتطيل‭ ‬مدد‭ ‬الانتظار‭ ‬بشكل‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭.‬

لا‭ ‬نعلم‭ ‬كمواطنين‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬ستظل‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬باقية‭ ‬وملحة،‭ ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬يلقى‭ ‬المواطن‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النداءات‭ ‬المتواصلة،‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬ما‭ ‬سيصل‭ ‬به‭ ‬الحال‭ ‬عند‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬التأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬الذي‭ ‬يخفي‭ ‬وراءه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمدى‭ ‬تأثر‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬سلبا‭ ‬أم‭ ‬إيجابا‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭.‬

كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬توجه‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنوعية‭ ‬وسرعة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تفاقم‭ ‬الالتزامات‭ ‬المادية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬ومقابل‭ ‬سعي‭ ‬الحكومة‭ ‬لتقليل‭ ‬المصروفات‭ ‬وكأنها‭ ‬عملية‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬تلقى‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬كتف‭ ‬لتنهال‭ ‬على‭ ‬الكتف‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬يمثله‭ ‬المواطن،‭ ‬ولا‭ ‬عزاء‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬