فجر جديد

نظام من العصور المظلمة

| إبراهيم النهام

تسبب‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬إيران‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم؛‭ ‬تخوفًا‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬تسريبات‭ ‬إشعاعية‭ ‬من‭ ‬المفاعل‭ ‬القديم‭ ‬والمتصدع،‭ ‬بسيناريو‭ ‬مستنسخ‭ ‬لحادثة‭ ‬مفاعل‭ ‬تشرنوبل‭ ‬الروسي‭.‬

مفاعل‭ (‬بو‭ ‬شهر‭) ‬الكهل،‭ ‬والذي‭ ‬استغرق‭ ‬بناءه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬بسبب‭ ‬بدائية‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وبسبب‭ ‬تخلف‭ ‬نظامها‭ ‬الديني‭ ‬الثيوقراطي‭ ‬وانعزاله‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر،‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬مهددا‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬وتزايد‭ ‬الزلازل‭ ‬الأرضية،‭ ‬بالتسريب‭ ‬الإشعاعي،‭ ‬وربما‭ ‬الانفجار‭.‬

وكانت‭ ‬قناة‭ ‬الإخبارية‭ ‬السعودية‭ ‬قد‭ ‬استضافتني‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬بحديث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬بأن‭ ‬الإيرانيين‭ ‬تقصدوا‭ ‬منذ‭ ‬البدايات‭ ‬ببناء‭ ‬المفاعل‭ ‬على‭ ‬ضفة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؛‭ ‬حتى‭ ‬يبعدوا‭ ‬الضرر‭ ‬الممكن‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬إيران،‭ ‬ويجعلوننا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬الموجات‭ ‬الإشعاعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المفاعل‭ ‬لا‭ ‬يبعد‭ ‬عنا‭ ‬إلا‭ ‬بمسافة‭ ‬مئتي‭ ‬كيلومتر‭ ‬فقط‭.‬

قلت‭ ‬أيضا‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬التكاتف‭ ‬معا‭ ‬لممارسات‭ ‬كافة‭ ‬الضغوطات‭ ‬الممكنة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الكُبرى‭ ‬التي‭ ‬تمول‭ ‬النظام‭ ‬الهتلري‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬والمعدات‭ ‬النووية،‭ ‬وحرفهم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬وإقناعهم‭ ‬بأنهم‭ ‬أول‭ ‬المتضررين‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬تسرب‭ ‬إشعاعي‭ ‬أو‭ ‬نووي‭ ‬أو‭ ‬ذري‭ ‬من‭ (‬بو‭ ‬شهر‭).‬

وما‭ ‬بين‭ ‬تخلف‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ورجعيته‭ ‬وتعنته،‭ ‬تقف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أمام‭ ‬مفترق‭ ‬طريق،‭ ‬قبالة‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الإشعاعي‭ ‬المتوقع‭ ‬من‭ (‬بو‭ ‬شهر‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يرتبط‭ ‬تأثيره‭ ‬هنا‭ ‬بالطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬وحالة‭ ‬الطقس‭ ‬والرياح،‭ ‬بعلاجات‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬كونها‭ ‬موضعية‭ ‬وضعيفة‭.‬

لابد‭ ‬أن‭ ‬يتكتل‭ ‬العالم‭ ‬المتمدن‭ ‬بدعم‭ ‬عربي‭ ‬وإسلامي،‭ ‬لإزالة‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬الإيراني‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬الخريطة،‭ ‬وكسحه،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬لا‭ ‬يحكم‭ ‬بلدا،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬حقيقيًّا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬العالميين،‭ ‬وعلى‭ ‬بقاء‭ ‬البشرية‭ ‬نفسها‭.‬