من جديد

تحية لعام مضى

| د. سمر الأبيوكي

نودع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬مر‭ ‬بنا‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬وإخفاقات‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬القادم‭ ‬أفضل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬فلا‭ ‬نملك‭ ‬نحن‭ ‬البشر‭ ‬سوى‭ ‬الأماني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها،‭ ‬نعم‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬نعيش‭ ‬تفاصيلها‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬لها‭ ‬نهاية‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬نجهل‭ ‬موعد‭ ‬الرحيل‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعد‭ ‬لهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬كأننا‭ ‬نعيش‭ ‬أبدا‭ ‬ونعد‭ ‬العدة‭ ‬لآخرتنا‭ ‬كأننا‭ ‬نموت‭ ‬غدا‭.‬

هي‭ ‬لحظة‭ ‬تأمل‭ ‬لمراجعة‭ ‬حساباتنا‭ ‬ومسار‭ ‬حياتنا،‭ ‬تهبها‭ ‬لنا‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وليست‭ ‬الدعوة‭ ‬هنا‭ ‬لأن‭ ‬نكون‭ ‬ناجحين‭ ‬أو‭ ‬مخفقين،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬لاستعراض‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬يحلو‭ ‬للبعض‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إنما‭ ‬الدعوة‭ ‬لمراجعة‭ ‬الذات‭ ‬والقرارات‭ ‬والتصرفات‭ ‬والعدول‭ ‬عما‭ ‬سبب‭ ‬لنا‭ ‬ألما،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬اكتساب‭ ‬عادات‭ ‬جديدة‭ ‬أضفت‭ ‬رونقا‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬شعرنا‭ ‬عند‭ ‬مراجعة‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭.‬

إن‭ ‬المنعطفات‭ ‬التي‭ ‬تهبها‭ ‬لنا‭ ‬الحياة‭ ‬كفيلة‭ ‬تماما‭ ‬بأن‭ ‬تكشف‭ ‬الضباب‭ ‬عن‭ ‬أعيننا،‭ ‬وأن‭ ‬تجعلنا‭ ‬أكثر‭ ‬حكمة‭ ‬ومرونة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬تهبنا‭ ‬قوة‭ ‬وتكشف‭ ‬لنا‭ ‬أسرارا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬ذواتنا‭ ‬الخفية،‭ ‬فلا‭ ‬ندم،‭ ‬ولا‭ ‬أسف‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬مضى،‭ ‬بل‭ ‬مصباح‭ ‬مضيء‭ ‬ينير‭ ‬طريق‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬درسا‭ ‬يصقل‭ ‬به‭ ‬مهاراته‭ ‬ويعلمه‭ ‬أحفاده‭.‬

 

ومضة‭: ‬شكرا‭ ‬لكل‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها،‭ ‬وكل‭ ‬الشخوص‭ ‬الذين‭ ‬مروا‭ ‬بحياتي،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬بذرة‭ ‬أمل‭ ‬أزهرت‭ ‬إشراقا،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬سدا‭ ‬فأرغمني‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬فأس‭ ‬لأهدمه،‭ ‬شكرا‭ ‬للعثرات‭ ‬والنجاحات،‭ ‬لليالي‭ ‬الطويلة‭ ‬والأيام‭ ‬المضيئة‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬حياتنا‭ ‬جميعا،‭ ‬لكل‭ ‬ابتسامة‭ ‬طفل‭ ‬وكلمة‭ ‬جميلة‭ ‬سمعناها‭ ‬ممن‭ ‬حولنا،‭ ‬شكرا‭ ‬لكل‭ ‬سنوات‭ ‬العمر‭ ‬التي‭ ‬مضت‭ ‬والقادم‭ ‬أجمل‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬