ومضة قلم

المنامة عاصمة للسياحة

| محمد المحفوظ

الإعلان‭ ‬عن‭ ‬اختيار‭ ‬المنامة‭ ‬عاصمة‭ ‬للسياحة‭ ‬العربية‭ ‬للعام‭ ‬2020م‭ ‬خبر‭ ‬مفرح‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل‭ ‬بأن‭ ‬البحرين‭ ‬ستشهد‭ ‬نمواً‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ويؤكد‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬تزخر‭ ‬به‭ ‬أراضيها‭ ‬من‭ ‬معالم‭ ‬حضارية‭. ‬السياحة‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬“صناعة‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين”‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬يسهم‭ ‬به‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬والمؤسف‭ ‬أنّه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬سياحية‭ ‬كبيرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأفضل‭.‬

ورغم‭ ‬تأكيد‭ ‬هيئة‭ ‬السياحة‭ ‬بأنّ‭ ‬لديها‭ ‬استراتيجية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬المنتج‭ ‬البحرينيّ‭ ‬بإقامة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬وتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬بحيث‭ ‬يشمل‭ ‬جميع‭ ‬الشرائح‭ ‬المجتمعية‭ ‬والعوائل‭ ‬الخليجية،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬الملاحظ‭ ‬أنّ‭ ‬نسبة‭ ‬إسهامها‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬محدودة‭ ‬للغاية‭.‬

وبالمناسبة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬السياحة‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬مقترحا‭ ‬أثاره‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬سابقة،‭ ‬ينادي‭ ‬بتخصيص‭ ‬خمسين‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬سواحل‭ ‬البحرين‭ ‬كسواحل‭ ‬عامة،‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نجزم‭ ‬بأنّه‭ ‬لو‭ ‬تمت‭ ‬مناقشته‭ ‬بجدية‭ ‬وأخذ‭ ‬طريقه‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬لحقق‭ ‬نقلة‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياحة‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬السواحل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬السياح‭.‬

ثمة‭ ‬إحصائية‭ ‬تؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬نسبة‭ ‬السواحل‭ ‬المستملكة‭ ‬للأفراد‭ ‬تناهز‭ ‬الـ‭ ‬90‭ ‬‭% ‬والنسبة‭ ‬المتبقية‭ ‬وهي‭ ‬الـ‭ ‬10‭ % ‬فإنها‭ ‬للأسف‭ ‬بلا‭ ‬خدمات‭ ‬سياحية،‭ ‬وماذا‭ ‬تجدي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السواحل‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬المرافق‭ ‬الضرورية‭ ‬كالمطاعم‭ ‬والمنتزهات‭ ‬وغيرها،‭ ‬إن‭ ‬تركيز‭ ‬هيئة‭ ‬السياحة‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬السائحين‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬عليه،‭ ‬لكن‭ ‬الهيئة‭ ‬تتجاهل‭ ‬تنمية‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬تماما‭ ‬أو‭ ‬تضعها‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬اهتماماتها‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تسهم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها‭. ‬هناك‭ ‬تصور‭ ‬خاطئ‭ ‬كان‭ ‬رائجا‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬بأنّ‭ ‬طبيعة‭ ‬المناخ‭ ‬الحارة‭ ‬تمثل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬انتعاش‭ ‬السياحة،‭ ‬بيد‭ ‬أنّ‭ ‬الذي‭ ‬يدحض‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء‭ ‬أنّ‭ ‬دولا‭ ‬خليجية‭ ‬شبيهة‭ ‬بأجوائنا‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تجتذب‭ ‬ملايين‭ ‬السواح‭ ‬من‭ ‬شتى‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬لأنها‭ ‬باختصار‭ ‬هيأت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬وبالتالي‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬فاقت‭ ‬كل‭ ‬التصورات‭.‬