رعب نظام الملالي من ثأر الشعب

| فلاح هادي الجنابي

يعترف‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وبصراحة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬بكراهية‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬لو‭ ‬أتيحت‭ ‬له‭ ‬الفرصة‭ ‬المناسبة‭ ‬لاقتص‭ ‬من‭ ‬الطغمة‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة‭ ‬وجعلها‭ ‬تدفع‭ ‬ثمن‭ ‬كل‭ ‬المآسي‭ ‬والمحن‭ ‬والويلات‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬صار‭ ‬واضحا‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تزداد‭ ‬الطغمة‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة‭ ‬ثراء،‭ ‬ازداد‭ ‬الشعب‭ ‬فقرا‭ ‬وحرمانا‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يواجه‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يعوم‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬وفيه‭ ‬خيرات‭ ‬ونعم‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬ولا‭ ‬ريب‭ ‬فإن‭ ‬الفساد‭ ‬المنتشر‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬أوساط‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬والإثراء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب،‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأوضاع،‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬النتيجة‭ ‬المتضرر‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬نتائج‭ ‬وآثار‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬والنشاطات‭ ‬المشبوهة‭ ‬وغير‭ ‬المشروعة‭ ‬للنظام‭.‬

عندما‭ ‬يعترف‭ ‬محمد‭ ‬باقر‭ ‬فرزانه‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التباعد‭ ‬والتقاطع‭ ‬بين‭ ‬النظام‭ ‬والشعب‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬النظام‭ ‬بواجباته‭ ‬تجاه‭ ‬الشعب‭ ‬قائلا‭: ‬“إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحكومة‭ ‬بجميع‭ ‬فروعها‭ ‬الثلاثة،‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬والسلطة‭ ‬التشريعية‭ - ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬قد‭ ‬تجاهلت‭ ‬الشعب‭ ‬أو‭ ‬أهملته‭ ‬فماذا‭ ‬سيحصل؟‭ ‬عندئذ،‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬سنعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه،‭ ‬ينزعون‭ ‬جلودنا،‭ ‬يأكلون‭ ‬لحمنا،‭ ‬ويحطمون‭ ‬عظامنا”،‭ ‬ويضيف‭: ‬“غضب‭ ‬الناس‭ ‬مخفي،‭ ‬الناس‭ ‬لديهم‭ ‬صبر‭ ‬وتحمل،‭ ‬وشعب‭ ‬يتحمل‭ ‬كثيرا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله،‭ ‬إذا‭ ‬انفجر؛‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ردعه،‭ ‬غضب‭ ‬الناس‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬غضبا‭ ‬تجاه‭ ‬الشاه‭ ‬ووالده‭... ‬غضب‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬آخر،‭ ‬ومشكلة‭ ‬أخرى،‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬الناس‭ ‬سيحصل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تحمد‭ ‬عقباه”،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الملا‭ ‬المعتوه‭ ‬يعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬نظامه‭ ‬ومنذ‭ ‬قيامه‭ ‬وخلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬النتن،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعمل‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصالحه‭ ‬الضيقة‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬بقائه‭ ‬واستمراره،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬هو‭ ‬وباقي‭ ‬طغمة‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬كان‭ ‬جل‭ ‬همهم‭ ‬الإثراء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سرقة‭ ‬ونهب‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬واستخدامه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حياتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬وجعل‭ ‬عوائلهم‭ ‬والمنتفعين‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬نعيم‭.‬

 

الفوارق‭ ‬الطبقية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬المنصرمة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تبق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى،‭ ‬وصار‭ ‬هناك‭ ‬أغنياء‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التخمة‭ ‬وفقراء‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬المعيشة‭ ‬الصعبة‭ ‬جدا‭ ‬وعدم‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬لقمة‭ ‬الخبز‭ ‬اليومية‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حذرت‭ ‬منه‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬دائما‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬واستمرار‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الشعب‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬لوحده‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬ذلك،‭ ‬لهذا‭ ‬فإن‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬صار‭ ‬أمرا‭ ‬ملحا‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬منه‭. ‬“الحوار”‭.‬