صور مختصرة

مسؤولون يقرأون... ويهمشون قضايا المواطن

| عبدالعزيز الجودر

عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬مباشرة‭ ‬ويتم‭ ‬نشرها‭ ‬عبر‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬وكتاب‭ ‬أعمدتها‭ ‬في‭ ‬صبيحة‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وبشكل‭ ‬متواصل‭ ‬ومستمر،‭ ‬وتتداول‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬عريض‭ ‬من‭ ‬الشعب،‭ ‬وتتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬البحريني‭ ‬وتصبح‭ ‬وتمسي‭ ‬حديث‭ ‬الساعة‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الأجهزة‭ ‬التنفيذية‭ ‬“ويدرون‭ ‬عنها”‭ ‬ويطلعون‭ ‬عليها،‭ ‬لكن‭ ‬لعظيم‭ ‬الأسف‭ ‬يتباطؤون‭ ‬في‭ ‬حلها،‭ ‬وأحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬يهمشونها‭ ‬ويتجاهلونها‭ ‬ويلتزمون‭ ‬الصمت‭ ‬الرهيب‭ ‬“لا‭ ‬أيه‭... ‬ولا‭ ‬لا”،‭ ‬كصمت‭ ‬الأموات‭ ‬في‭ ‬القبور‭.‬

توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬الكريمة‭ ‬واضحة‭ ‬ببذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمتابعة‭ ‬لقضايا‭ ‬المواطن‭ ‬كافة،‭ ‬والتي‭ ‬تقوم‭ ‬صحافتنا‭ ‬بنشرها،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬الحياتية‭ ‬والمعيشية،‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬وكمراقبين‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬أية‭ ‬بوادر‭ ‬أو‭ ‬مؤشرات‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭.‬

المفارقة‭ ‬الكبرى‭ ‬عندما‭ ‬يخرج‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬لا‭ ‬يتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬المواطن‭ ‬أيام‭ ‬الوظيفة‭ ‬الحكومية،‭ ‬ويحال‭ ‬على‭ ‬التقاعد،‭ ‬وتمضي‭ ‬عليه‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ويصبح‭ ‬مواطنا‭ ‬عاديا‭ ‬“تعال‭ ‬اسمع”‭ ‬عبارات‭ ‬الانتقاد‭ ‬لأداء‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬قياديها‭ ‬وصاحب‭ ‬قرار‭ ‬فيها،‭ ‬“الحين‭ ‬يالس‭ ‬تنتقد‭ ‬وينك‭ ‬ذيج‭ ‬الحزة،‭ ‬ليش‭ ‬منخش‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬الناس”‭.‬

هذا‭ ‬الخلل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأجهزة‭ ‬الخدمية‭ ‬تحديدا‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬بروج‭ ‬عاجية‭ ‬ولا‭ ‬يكترثون‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬مباشرة،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يصحح‭ ‬ويأخذ‭ ‬مساره‭ ‬المستقيم‭ ‬بفتح‭ ‬القنوات‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬وسرعة‭ ‬التفاعل‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭.‬

 

الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬“ما‭ ‬قصروا”‭ ‬فقد‭ ‬وضعوا‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناصب‭ ‬الحكومية،‭ ‬ووفروا‭ ‬له‭ ‬حزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المخصصات‭ ‬الشهرية‭ ‬من‭ ‬رواتب‭ ‬وعلاوات‭ ‬كبيرة‭ ‬وامتيازات‭ ‬وإمكانيات،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مقابل‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬وخدمته‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬التسهيلات‭ ‬له‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬