فجر جديد

سنستمر بفضحكم

| إبراهيم النهام

قال‭ ‬أحدهم‭ ‬بأنه‭ ‬وأثناء‭ ‬زيارته‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ (‬الهايبر‭ ‬ماركت‭) ‬الكبرى‭ ‬لشراء‭ (‬خيشة‭) ‬رز‭ ‬وسلع‭ ‬أخرى،‭ ‬بأن‭ ‬سعر‭ (‬الخيشة‭) ‬كان‭ ‬يتخطى‭ ‬16‭ ‬دينارا،‭ ‬متخطيا‭ ‬المعتاد‭ ‬حسب‭ ‬قوله‭.‬

ويضيف‭ ‬“لم‭ ‬اشترها،‭ ‬وآثرت‭ ‬التريث،‭ ‬وذهبت‭ ‬بعدها‭ ‬لإحدى‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية،‭ ‬حيث‭ ‬تفاجأت‭ ‬بأنها‭ ‬تباع‭ ‬هنالك‭ ‬بسعر‭ ‬12‭ ‬دينارا‭ ‬فقط،‭ ‬أي‭ ‬بفارق‭ ‬4‭ ‬دنانير”‭.‬

ويزيد‭ ‬“قمت‭ ‬فورا‭ ‬بالاتصال‭ ‬بإدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬وأطلعتهم‭ ‬على‭ ‬الأمر،‭ ‬وبعد‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬وشرح‭ ‬وتفصيل‭ ‬وشد‭ ‬وجذب،‭ ‬قالت‭ ‬لي‭ ‬الموظفة‭ ‬ببرود‭ ‬قاتل‭ ‬بأن‭ (‬السوق‭ ‬مفتوح‭ ‬وبأن‭ ‬الزبون‭ ‬له‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭) ‬كما‭ ‬أن‭ ‬للتاجر‭ ‬حرية‭ ‬العرض”‭.‬

آخر‭ ‬يقول‭ ‬“لاحظت‭ ‬أثناء‭ ‬زيارتي‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ ‬الأثاث‭ ‬الكبيرة‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬افتتاحه‭ ‬أخيرا،‭ ‬بأن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬هنالك،‭ ‬يعملون‭ ‬بالأصل‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬آخر‭ ‬بمسمى‭ ‬آخر”‭.‬

ويضيف‭ ‬“بعد‭ ‬تدقيقي‭ ‬لنوعية‭ ‬بعض‭ ‬السلع،‭ ‬لاحظت‭ ‬أنها‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تُباع‭ ‬بالمحل‭ ‬الآخر‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬فرق‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسبة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثين‭ ‬بالمئة،‭ ‬حيث‭ ‬يُخدع‭ ‬الزبائن‭ ‬ببهرجة‭ ‬أضواء‭ ‬المحل‭ ‬الجديد،‭ ‬وعروض‭ ‬توزيع‭ ‬السيارات‭ ‬الفارغة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬متابعة‭ ‬توزيعها‭ ‬من‭ ‬أحد”‭.‬

آخر‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬بتذمر‭ ‬بأن‭ ‬أسعار‭ ‬دجاج‭ ‬إحدى‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬البقالة‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬مسكنة‭ ‬هو‭ ‬دينار‭ ‬وستمئة‭ ‬فلس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬يباع‭ ‬بالسوق‭ ‬المركزية‭ ‬بسعر‭ ‬دينار‭ ‬ومئتي‭ ‬فلس،‭ ‬أي‭ ‬بفارق‭ ‬أربعمئة‭ ‬فلس‭ ‬للدجاجة‭ ‬الواحدة،‭ ‬متسائلا‭: ‬لماذا؟‭ ‬

وتقودونا‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى،‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الافتراضي‭ ‬لإدارة‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬رد‭ ‬الجدار‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬فسترد‭ ‬هي،‭ ‬وعن‭ ‬جدوى‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬من‭ ‬تتبع‭ ‬للمخالفات‭ ‬والتلاعب‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬التجارية‭ ‬والاستهلاكية،‭ ‬ومدى‭ ‬صلاحياتها‭ ‬لكي‭ ‬تُمارس‭ ‬عملها‭.‬

الأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ (‬كسيستم‭) ‬بحماية‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬النهب‭ ‬والسرقة،‭ ‬وآلية‭ ‬الرقابة‭ ‬المفترضة‭ ‬على‭ ‬الأسعار،‭ ‬وجدواها،‭ ‬وهل‭ ‬هنالك‭ ‬مراقبة‭ ‬للآسيويين‭ ‬الذين‭ ‬أكلوا‭ ‬السوق‭ ‬التجارية‭ ‬أكلاً،‭ ‬وسيطروا‭ ‬على‭ ‬مفاصلها،‭ ‬أم‭ ‬إن‭ ‬الحبل‭ ‬متروك‭ ‬على‭ ‬الغارب؟