فجر جديد

بيوت تغرق.. ولا مستجيب!

| إبراهيم النهام

في‭ ‬تصريح‭ ‬غريب‭ ‬وصادم،‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬غازي‭ ‬المرباطي‭ ‬أخيرًا،‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬عشرات‭ ‬المنازل‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬مهددة‭ ‬بالانهيار‭ ‬الفجائي؛‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬إخلاء‭ ‬5‭ ‬مباني‭ ‬بالفعل،‭ ‬وأن‭ ‬40‭ ‬مبنى‭ ‬آخر‭ ‬مهددة‭ ‬بالسقوط،‭ ‬بشكل‭ ‬مباغت‭ ‬وخطير‭.‬

التصريح‭ ‬تصدر‭ ‬“مانشيتات”‭ ‬الصحف،‭ ‬وفردت‭ ‬له‭ ‬“البلاد”‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬صفحة‭ ‬كاملة‭ (‬بالصور‭)‬،‭ ‬أشارت‭ ‬خلالها‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية،‭ ‬الحال‭ ‬الرث‭ ‬لهذه‭ ‬المباني،‭ ‬ولسوء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تهددها،‭ ‬وإلى‭ ‬قلة‭ ‬الحيلة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬والبلديين‭.‬

هذه‭ ‬الواقعة،‭ ‬استذكرتني‭ ‬بالتقرير‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬“البلاد”‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬عن‭ ‬انتشار‭ ‬الروائح‭ ‬الكريهة‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬بعراد؛‭ ‬بسبب‭ ‬فشل‭ ‬المقاول‭ ‬بمد‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬الجديدة‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح،‭ ‬مفضيًا‭ ‬بذلك‭ ‬لانتشار‭ ‬القوارض‭ ‬والفئران‭ ‬والحشرات،‭ ‬ووصولها‭ ‬للبيوت،‭ ‬وتحول‭ ‬حياة‭ ‬القاطنين‭ ‬إلى‭ ‬جحيم‭.‬

وما‭ ‬بين‭ ‬الحادثتين،‭ ‬وحوادث‭ ‬أخرى‭ ‬عديدة،‭ ‬لم‭ ‬نرى‭ ‬أي‭ ‬تجاوبًا‭ ‬يُذكر‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬لا‭ ‬للبلديين‭ ‬ولا‭ ‬للصحافة‭ ‬ولا‭ ‬لغيرهم،‭ ‬وكأن‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬إلا‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬هي‭ ‬مناسبًا‭ ‬لذلك‭.‬

وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬وشؤون‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬وبقية‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭ (‬كل‭ ‬باختصاصها‭)‬،‭ ‬مدعوة‭ ‬لأن‭ ‬توضح‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬حقائق‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬سيحدث،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الناس،‭ ‬وتثير‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وأن‭ ‬تتبع‭ ‬الخيوط‭ ‬إلى‭ ‬المقصرين‭ (‬كلهم‭)‬،‭ ‬وتقدمهم‭ ‬للمحاسبة‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬دور‭ ‬البلديين‭ ‬أو‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬الصحافة‭ ‬إلى‭ ‬ساحات‭ ‬للدردشة‭ ‬أو‭ ‬تفريغ‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الخاطر‭ ‬أو‭ ‬النفس،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬أدوات‭ ‬قياس،‭ ‬ومكاشفة،‭ ‬ومصارحة،‭ ‬وتوضيح،‭ ‬وتشريع،‭ ‬ومحاسبة،‭ ‬ترتبط‭ ‬بها‭ ‬جهات‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬لأن‭ ‬توجد‭ ‬الحل،‭ ‬وليس‭ ‬التجاهل‭.‬

ختامًا،‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث،‭ ‬تتطلب‭ ‬تأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬وطني‭ ‬للكوارث،‭ ‬أو‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة،‭ ‬أو‭ ‬المستعصية،‭ ‬والتي‭ ‬يتفاجأ‭ ‬بها‭ ‬المواطن،‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬معًا،‭ ‬وقد‭ ‬تأخذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الرسمية؛‭ ‬لكي‭ ‬ترى‭ ‬بارقة‭ ‬نور‭ ‬وأمل‭.‬