ياسمينيات

دكتوراه مع وقف التنفيذ!

| ياسمين خلف

نيل‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭ ‬ليس‭ ‬عملية‭ ‬هينة،‭ ‬فطالب‭ ‬العلم‭ ‬يبذل‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ماله،‭ ‬وقته‭ ‬وجهده،‭ ‬ويسهر‭ ‬ليله‭ ‬ويواصله‭ ‬بنهاره،‭ ‬لإنهاء‭ ‬دراسته‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬ليكسب‭ ‬رزقه‭ ‬ويتولى‭ ‬باقي‭ ‬مسؤولياته‭ ‬الأسرية‭ ‬والعائلية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬آملاً‭ ‬الارتقاء‭ ‬بنفسه‭ ‬وخدمة‭ ‬وطنه،‭ ‬وبعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬هذا‭ ‬الطالب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬الذي‭ ‬يستحق،‭ ‬وأقلها‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بالوظيفة‭ ‬التي‭ ‬تليق‭ ‬برتبته‭ ‬العلمية؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬يستثمر‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬وخدمة‭ ‬أبناء‭ ‬وطنه؟

عام‭ ‬ونيف‭ ‬وصاحب‭ ‬درجة‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬التربوية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬بمصر،‭ ‬بدرجة‭ ‬امتياز،‭ ‬ينتظر‭ ‬من‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬له‭ ‬شهادة‭ ‬موافقة‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬وظيفة‭ ‬محاضر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاصة،‭ ‬والمصرح‭ ‬بها‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنه‭ ‬ذو‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭ ‬لنحو‭ ‬25‭ ‬عاماً،‭ ‬وله‭ ‬مؤلفان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصه،‭ ‬فرغم‭ ‬تقدمه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بثلاثة‭ ‬طلبات،‭ ‬مدعمة‭ ‬بكل‭ ‬المستندات‭ ‬الرسمية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬منها‭ ‬أي‭ ‬رد،‭ ‬لا‭ ‬بالسلب‭ ‬ولا‭ ‬الإيجاب‭! ‬فكلما‭ ‬راجعهم‭ ‬جاءه‭ ‬الرد‭ ‬بــ‭ ‬“في‭ ‬الإجراء”‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬بارد‭ ‬غير‭ ‬مكترث‭ ‬بالوقت‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يمضي‭ ‬ولا‭ ‬يمارس‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬الدكتور‭ ‬وظيفة‭ ‬سعى‭ ‬بكل‭ ‬جهده‭ ‬أن‭ ‬ينالها،‭ ‬مع‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬ليحصل‭ ‬عليها،‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬بداً‭ ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬انتظار‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬مهنته‭ ‬كمحاضر‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخليجية،‭ ‬التي‭ ‬قدرت‭ ‬درجته‭ ‬العلمية‭ ‬وخبرته‭ ‬العملية،‭ ‬وأجازته‭ ‬كمحاضر‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭ ‬في‭ ‬غربته‭ ‬وابتعاده‭ ‬عن‭ ‬زوجته‭ ‬وأطفاله‭!‬

حري‭ ‬بالأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬أن‭ ‬تعجل‭ ‬من‭ ‬إجراءاتها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬التلكؤ‭ ‬والتسويف‭ ‬والتعطيل‭ ‬الذي‭ ‬يشكو‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬المؤهل‭ ‬بالدرجات‭ ‬العلمية‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخارجية،‭ ‬حري‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مسؤولية‭ ‬السعي‭ ‬لبحرنة‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬صفا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬البحرينيين‭ ‬المؤهلين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬راية‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬وتشجع‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬ولو‭ ‬بالتسريع‭ ‬من‭ ‬إجراءاتها،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عقبة‭ ‬عالية‭ ‬أمام‭ ‬توظيف‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات،‭ ‬ذات‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا‭.‬

ياسمينة‭:

‬أمل‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الجدد‭ ‬أن‭ ‬تسرع‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي‭ ‬إجراءاتها،‭ ‬فالبحرين‭ ‬أولى‭ ‬بهم‭.‬