“برومو” تقرير بحرنة الوظائف

| عباس العمران

“البرومو”‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬صدور‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬ببحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬مشوقا‭ ‬ومُحفزا‭ ‬للجمهور‭ ‬الذي‭ ‬يُتابع‭ ‬أخبار‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬منذُ‭ ‬لحظةِ‭ ‬انطلاقها،‭ ‬فهل‭ ‬يا‭ ‬تُرى‭ ‬سيكون‭ ‬التقرير‭ ‬جديراً‭ ‬بهذا‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الصبرِ‭ ‬والتشويق؟‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬سنشهدهُ‭ ‬وسيشهدهُ‭ ‬القارئ‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وتحديداً‭ ‬لحظة‭ ‬نشر‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬أُعلن‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الـ‭ ‬500‭ ‬ورقة‭.‬

لهذا‭ ‬الملف‭ ‬الحيوي‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬يمس‭ ‬كل‭ ‬عائلة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأستطيع‭ ‬الجزم‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تُحسب‭ ‬للمجلس‭ ‬المنتخب‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تناقش‭ ‬مسألة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬ومبكر‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والشكر‭ ‬بالطبع‭.‬

من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬المرتقب‭ ‬سيتضمن‭ ‬عدد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬بالتفصيل‭ ‬وتسمية‭ ‬الجهات‭ ‬بالاسم،‭ ‬وعن‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬التي‭ ‬مكنتهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الوظائف‭ ‬الحكومية‭ ‬و‭ ‬مبررات‭ ‬أخذهم‭ ‬اللقمة‭ ‬من‭ ‬فم‭ ‬المواطن‭! ‬وأيضاً‭ ‬سيمكننا‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬سياسة‭ ‬التوظيف‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬مبرراتها‭ ‬وعلى‭ ‬ماذا‭ ‬تستند؟‭ ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬فبالتالي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تُبين‭ ‬إمكانية‭ ‬محاسبة‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الوافد‭ ‬خيارا‭ ‬منافسا‭ ‬للمواطن‭ ‬وفضله،‭ ‬وباشر‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬توظيفه‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬خيارها‭ ‬الوحيد‭ ‬المواطن‭. ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬فيما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التقرير‭ ‬سيحتوي‭ ‬على‭ ‬مبررات‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬وحججهم‭ ‬الواهية‭ ‬بأن‭ ‬البحريني‭ ‬غير‭ ‬مؤهل‭ ‬لبعض‭ ‬الوظائف،‭ ‬فهل‭ ‬سيرصد‭ ‬لنا‭ ‬التقرير‭ ‬خطط‭ ‬التدريب‭ ‬المخصصة‭ ‬للمواطنين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬أم‭ ‬لا؟

مُتفائلون‭ ‬بأن‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬ليتم‭ ‬إنجازه‭ ‬كاملاً‭ ‬سيُجيب‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وسيمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لرسم‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬رصينة‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم‭ ‬والحيوي،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الشقيقة‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬توطين‭ ‬الجهاز‭ ‬الحكومي‭ ‬وإنهاء‭ ‬عقود‭ ‬الوافدين‭ ‬وإحلال‭ ‬الطاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬نفتخر‭ ‬بإنجازاتها‭ ‬ومؤهلاتها‭ ‬وحبها‭ ‬لوطنها‭ ‬الغالي‭.‬