سوالف

من عليه فاتورة كهرباء لن يمنح قرضا شخصيا... معقولة!

| أسامة الماجد

انفردت‭ ‬“البلاد”‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬بخبر‭ ‬أتصور‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬سيكون‭ ‬مثل‭ ‬الرصاص‭ ‬والقنابل‭ ‬التي‭ ‬ستنهال‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬خصوصا‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬معاناة‭ ‬واسعة‭ ‬وشاملة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جمود‭ ‬الرواتب‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وفتح‭ ‬فصول‭ ‬الضريبة،‭ ‬وليس‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬–‭ ‬أي‭ ‬خيار‭ ‬كان‭ - ‬سوى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬البنوك‭ ‬للاقتراض‭ ‬وتمشية‭ ‬عجلة‭ ‬حياتهم‭ ‬المعطوبة‭ ‬أصلا‭. ‬يقول‭ ‬الخبر‭ ‬“إن‭ ‬البنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬ستعتمد‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬القروض‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬الائتمانية‭ ‬للأفراد‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬شركة‭ ‬بنفت،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬وفواتير‭ ‬الضرائب‭ ‬ستدخل‭ ‬ضمن‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الائتمانية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬يتم‭ ‬التقييم‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬القروض،‭ ‬والبنوك‭ ‬ستعتمد‭ ‬نظامًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لكل‭ ‬عميل،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬النقاط،‭ ‬أي‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬أرقام‭ ‬معينة‭ ‬تحدد‭ ‬حالة‭ ‬العميل‭ (‬ممتازة،‭ ‬جيدة،‭ ‬ضعيفة‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأي‭ ‬فرد‭ ‬سيتم‭ ‬تقديمها‭ ‬للبنوك‭ ‬والمصارف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬“بنفت”،‭ ‬وبدورها‭ ‬ستقوم‭ ‬البنوك‭ ‬بدراستها‭ ‬قبل‭ ‬إعطاء‭ ‬أي‭ ‬عميل‭ ‬قرضا‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬البنوك،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬قرضًا‭ ‬شخصيًّا‭ ‬أم‭ ‬قرضًا‭ ‬عقاريًّا‭ ‬أم‭ ‬قرض‭ ‬شراء‭ ‬سيارة‭ ‬أم‭ ‬بطائق‭ ‬ائتمانية”‭. ‬الذي‭ ‬نفهمه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬عليه‭ ‬متأخرات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬تسوية‭ ‬لتقسيط‭ ‬المتأخرات‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬ستكون‭ ‬فرصة‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬شخصي‭ ‬ضئيلة‭ ‬جدا‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معدومة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬إغلاق‭ ‬الباب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليه‭ ‬المواطن‭ ‬المسكين‭ ‬ليتزود‭ ‬بوقود‭ ‬الحياة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها،‭ ‬ولعل‭ ‬السؤال‭ ‬المفعم‭ ‬بالغرابة‭ ‬والغموض‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬سيعيش‭ ‬آلاف‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬تسير‭ ‬حياتهم‭ ‬“مغصوبة”‭ ‬بالاقتراض‭ ‬من‭ ‬البنوك،‭ ‬سواء‭ ‬للعلاج‭ ‬أو‭ ‬ترميم‭ ‬منزل‭ ‬أو‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬لتسديد‭ ‬ديون‭ ‬أخرى‭ ‬ملتفة‭ ‬كطقوق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭.‬

زيادة‭ ‬الرواتب‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬منذ‭ ‬زمن،‭ ‬والأسعار‭ ‬تحرق‭ ‬الوجوه‭ ‬قبل‭ ‬الجيوب،‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬الأسرية‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬البصر،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتراكم‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬على‭ ‬البسطاء‭ ‬“ليس‭ ‬بهواهم”‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نأتي‭ ‬ونفتح‭ ‬ملفا‭ ‬جديدا‭ ‬سيجعل‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬يدورون‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬كالمجانين‭. ‬كلمة‭ ‬للسادة‭ ‬النواب‭.. ‬سيكون‭ ‬نهاركم‭ ‬جميلا‭ ‬إذا‭ ‬طاف‭ ‬عليكم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬