عيد الميلاد المجيد.. عيد المحبة والسلام

| عبدعلي الغسرة

السيد‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬مريم‭ ‬“عليه‭ ‬السلام”‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬ومولده‭ ‬آية‭ ‬من‭ ‬آياته‭ ‬وعيد‭ ‬للمحبة،‭ ‬محبة‭ ‬الإنسان‭ ‬لله‭ ‬ومحبة‭ ‬الإنسان‭ ‬لأخيه‭ ‬الإنسان،‭ ‬محبة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬رغدٍ‭ ‬وسلام،‭ ‬وبمقدار‭ ‬هذه‭ ‬المحبة‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬الله‭. ‬إن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بأعياد‭ ‬ميلاد‭ ‬الأنبياء‭ ‬إثبات‭ ‬لإيماننا‭ ‬بهم‭ ‬وبأنهم‭ ‬أحياء‭ ‬في‭ ‬قلوبنا،‭ ‬وأننا‭ ‬سائرون‭ ‬على‭ ‬خطاهم‭ ‬في‭ ‬الإيمان‭ ‬والتسامح‭ ‬وبمساعدة‭ ‬مَن‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مساعدتنا‭ ‬لتكون‭ ‬قلوبنا‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬بعضها‭. ‬إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬علاقة‭ ‬إنسانية‭ ‬متجذرة،‭ ‬والمسافات‭ ‬بينهم‭ ‬متجاورة،‭ ‬والتعامل‭ ‬بينهم‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬متعدد‭ ‬الملل،‭ ‬علاقة‭ ‬مودة‭ ‬تعكس‭ ‬روح‭ ‬الإنسان‭ ‬الأصيلة‭ ‬الوثابة‭ ‬للخير‭ ‬والصلاح،‭ ‬وبميلاد‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬يعم‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬جميع‭ ‬الأرض‭.‬

في‭ ‬جميع‭ ‬الأديان‭ ‬والملل‭ ‬نحن‭ ‬جميعًا‭ ‬واحد،‭ ‬فالله‭ ‬خلقنا‭ ‬لنُعمر‭ ‬أرضه‭ ‬ونغرسها‭ ‬محبة‭ ‬ومودة،‭ ‬ولننشر‭ ‬فيها‭ ‬السلام‭ ‬والسكينة،‭ ‬وأن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬وحدة‭ ‬واحدة،‭ ‬لا‭ ‬طائفية‭ ‬بيننا‭ ‬ولا‭ ‬تفرقة،‭ ‬معًا‭ ‬نحارب‭ ‬الفتنة‭ ‬وبسواعدنا‭ ‬تزدهر‭ ‬التنمية،‭ ‬نبعد‭ ‬عنا‭ ‬الكراهية‭ ‬لنبني‭ ‬وطن‭ ‬المحبة،‭ ‬وطنًا‭ ‬محميًا‭ ‬برعاية‭ ‬الله‭ ‬ونسيج‭ ‬أبنائه‭ ‬العصي‭ ‬على‭ ‬التمزيق‭.‬

إنه‭ ‬الميلاد‭ ‬المجيد‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬واحة‭ ‬الأديان‭ ‬والتسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والتعايش،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬التي‭ ‬تعم‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬فإن‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬تتقاسم‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أفضل،‭ ‬عالم‭ ‬يُضيء‭ ‬لنا‭ ‬الطريق‭ ‬لننعم‭ ‬جميعنا‭ ‬بالحياة‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التعصب‭ ‬والطمع،‭ ‬والكراهية‭ ‬والجشع،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الفتنة‭ ‬والوجع‭.‬

أمنيات‭ ‬كثيرة‭ ‬يتمناها‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬الجليل،‭ ‬أمنيات‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬25‭ ‬ديسمبر‭ ‬ولسائر‭ ‬أيام‭ ‬السنة،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمنيات‭ ‬قادمة،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أيامنا‭ ‬القادمة‭ ‬كلها‭ ‬بهجة‭ ‬مليئة‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية‭ ‬لحياة‭ ‬أفضل،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬القدس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬وكل‭ ‬عيد‭ ‬مدينة‭ ‬عربية‭ ‬ورمزًا‭ ‬للتعايش‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬جميعًا‭ ‬لينعموا‭ ‬بحب‭ ‬السيد‭ ‬المسيح‭ ‬وجميع‭ ‬أنبياء‭ ‬الله،‭ ‬فالقدس‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬العربي‭ ‬بمكوناته‭ ‬المسيحية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بتاريخها‭ ‬المشترك‭.‬

الميلاد‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬واحدة،‭ ‬رسالة‭ ‬الأمل‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬المشبعة‭ ‬بالخير‭ ‬والبركة،‭ ‬وبالتمسك‭ ‬بالحق‭ ‬تتخلص‭ ‬القدس‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتعود‭ ‬البلاد‭ ‬لأصحابها‭ ‬ليتخلص‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أوجاعهم‭. ‬وكل‭ ‬ميلاد‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭.‬