سوالف

ليستفد العالم العربي من دروس سيدي سمو رئيس الوزراء

| أسامة الماجد

لا‭ ‬تزال‭ ‬العروبة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬تعاني‭ ‬محنة‭ ‬التمزق‭ ‬المفتعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سياسات‭ ‬عالمية‭ ‬كثيرة،‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يروق‭ ‬لمطامعها‭ ‬أن‭ ‬يلتئم‭ ‬شمل‭ ‬العرب‭ ‬والتي‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬سياسييها‭ ‬ومؤرخيها‭ ‬وفلاسفتها‭ ‬لأن‭ ‬تقنع‭ ‬العرب‭ ‬بأنهم‭ ‬أمم‭ ‬لا‭ ‬أمة‭ ‬واحدة،‭ ‬لتستقر‭ ‬في‭ ‬أذهانهم‭ ‬التجزئة‭ ‬السياسية‭ ‬القائمة،‭ ‬تلك‭ ‬التجزئة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬مأمن‭ ‬المطامع‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬أيضا‭. ‬

ثمة‭ ‬انزلاقات‭ ‬كثيرة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحذر‭ ‬منها‭ ‬العرب‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬العودة‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭ ‬ليستعيد‭ ‬سيطرة‭ ‬سابقة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ثوب‭ ‬جديد،‭ ‬وما‭ ‬من‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬لها‭ ‬خطورتها‭ ‬البالغة‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬تجارب‭ ‬السنين‭ ‬الماضية‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬مستهدفون‭ ‬ويراد‭ ‬لهم‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مغلق‭ ‬يعاكس‭ ‬اتجاه‭ ‬التطور‭ ‬السليم،‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬أصبحنا‭ ‬نخلط‭ ‬الأمور‭ ‬بحيث‭ ‬لم‭ ‬يصبح‭ ‬للأحداث‭ ‬أي‭ ‬معنى‭ ‬وكأن‭ ‬ليس‭ ‬عندنا‭ ‬أي‭ ‬منهج‭ ‬للعمل‭ ‬أو‭ ‬فكرة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬فلسفة‭. ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬حدث‭ ‬مكرر،‭ ‬يعيد‭ ‬ذاته،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬استمرار‭ ‬للولادة‭ ‬والموت،‭ ‬والحب‭ ‬والبغض،‭ ‬والخوف‭ ‬والانتقام‭.. ‬إلخ،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الإنسان‭ ‬بدون‭ ‬وعي‭ ‬ومعرفة‭ ‬ملامح‭ ‬هويته‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدروس،‭ ‬ويختبئ‭ ‬في‭ ‬ظلاله‭ ‬هربا‭ ‬من‭ ‬النور،‭ ‬إنها‭ ‬أشبه‭ ‬بالحالة‭ ‬المرضية،‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬مصابون‭ ‬بها،‭ ‬لكنهم‭ ‬مازالوا‭ ‬مصرين‭ ‬على‭ ‬التسمية‭ ‬الخاطئة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المرض‭ ‬قوة‭ ‬وصحة‭ ‬وعنفوانا‭.‬

ليت‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬وعبر‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وأرجعه‭ ‬إلينا‭ ‬سالما‭ ‬معافى،‭ ‬فسموه‭ ‬دائما‭ ‬ينصح‭ ‬بالتمحيص‭ ‬والتروي‭ ‬والمقارنات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬استخلاص‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تطمئن‭ ‬به‭ ‬النفس،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحذر‭ ‬والوعي‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تركيبة‭ ‬التاريخ‭ ‬وأحداثه‭ ‬الضخمة،‭ ‬ومازال‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬المؤامرات‭ ‬بكل‭ ‬ألوانها‭ ‬والغربلة‭ ‬والتمحيص‭ ‬قبل‭ ‬الذهاب،‭ ‬ويريد‭ ‬صفة‭ ‬الحزم‭ ‬والصلابة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬صفة‭ ‬اللين‭ ‬والضعف،‭ ‬والمسألة‭ ‬الآن‭ ‬بيد‭ ‬العرب‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬