انتفاضة 15 تشرين الثاني حفرت قبر نظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬تزداد‭ ‬الاعترافات‭ ‬المرة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نظام‭ ‬الطغمة‭ ‬الدينية‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بخصوص‭ ‬انتفاضة‭ ‬15‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ ‬2019،‭ ‬وحالة‭ ‬الرعب‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬على‭ ‬قادة‭ ‬وجلاوزة‭ ‬النظام‭ ‬وجعلت‭ ‬منهم‭ ‬أقزاما‭ ‬أمام‭ ‬عظمة‭ ‬إرادة‭ ‬الشعب‭ ‬وصوته‭ ‬الهادر‭ ‬عندما‭ ‬ينتفض‭ ‬بوجه‭ ‬الظلم‭ ‬والقمع‭ ‬والاستبداد،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الانتفاضة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬بسرعة‭ ‬متناهية‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬190‭ ‬مدينة‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬شهدائها‭ ‬1500‭ ‬شهيد‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬4000‭ ‬جريح‭ ‬و12000‭ ‬معتقل،‭ ‬فإن‭ ‬الهستيريا‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وجعلته‭ ‬يفقد‭ ‬توازنه‭ ‬ويقوم‭ ‬بعمليات‭ ‬قتل‭ ‬وإبادة‭ ‬جعلت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يدينها‭ ‬ويستنكرها‭ ‬بقوة،‭ ‬إنما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه”أي‭ ‬النظام”‭ ‬أحس‭ ‬بالجانب‭ ‬التنظيمي‭ ‬للانتفاضة‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أفقده‭ ‬صوابه‭ ‬كونه‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬بإمكانها‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭.‬

منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬وطويل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬والقمع‭ ‬يمتد‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬السابق‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتهي‭ ‬إلا‭ ‬بإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الفاشية‭ ‬الدينية‭ ‬الحالي،‭ ‬تخوض‭ ‬صراعا‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬منذ‭ ‬بداياته،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬لهذا‭ ‬الصراع‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬السياسي‭ ‬الفكري‭ ‬ومرورا‭ ‬بمواجهات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬وحرب‭ ‬الجبهات‭ ‬والنضال‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬بمثابة‭ ‬تاريخ‭ ‬مجيد‭ ‬للمنظمة‭ ‬يؤكد‭ ‬ويثبت‭ ‬إصرارها‭ ‬وعزمها‭ ‬على‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬مهما‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر،‭ ‬وإن‭ ‬صحيفة‭ ‬“جوان”‭ ‬التابعة‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬القمعي‭ ‬عندما‭ ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬افتتاحيتها‭ ‬قائلة‭: ‬“الانتفاضات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬مماثلة‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬الشوارع‭ ‬لعام‭ ‬1981‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬محافظة‭ ‬خوزستان،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬نزاع‭ ‬مسلح‭ ‬واستهدفت‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬بالنيران‭ ‬المباشرة،‭ ‬وبالمناسبة‭ ‬كانت‭ ‬خسائر‭ ‬القوات‭ ‬الحكومیة‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬هذه‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1981”،‭ ‬فإنها‭ ‬تعيد‭ ‬للأذهان‭ ‬فصل‭ ‬مواجهات‭ ‬المدن‭ ‬بين‭ ‬المنظمة‭ ‬والنظام،‭ ‬والنظام‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬لأنصار‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬أرجاء‭ ‬إيران،‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬إثر‭ ‬انتفاضة‭ ‬28‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬2017،‭ ‬وتواصل‭ ‬نشاطاتها‭ ‬ضد‭ ‬المراكز‭ ‬القمعية‭ ‬والأمنية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يرمز‭ ‬للنظام،‭ ‬النظام‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ابتكرت‭ ‬ذلك‭ ‬وتبرع‭ ‬فيه،‭ ‬وعندما‭ ‬يعترف‭ ‬النظام‭ ‬بحدوث‭ ‬حرب‭ ‬شوارع‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الإيرانية‭ ‬أثناء‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأخيرة‭ ‬فذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أصبح‭ ‬مقتنعا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القوة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إزاحته‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القوة‭. ‬“الحوار”‭.‬