محمد بن زايد... قيادة عروبية شامخة (2)

| سالم الكتبي

لا‭ ‬خلاف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬طيور‭ ‬الظلام‭ ‬تكره‭ ‬حملة‭ ‬المشاعل‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأدوار‭ ‬الإيجابية‭ ‬الذين‭ ‬يقدمون‭ ‬نموذجاً‭ ‬مغايراً‭ ‬لفكرهم‭ ‬الظلامي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء‭ ‬وانتهاك‭ ‬الحرمات‭ ‬والأعراض،‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬الحضارية‭ ‬النبيلة‭ ‬حملات‭ ‬شعواء‭ ‬تضعهم‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الاستهداف،‭ ‬وتسعى‭ ‬للنيل‭ ‬منهم‭ ‬وعرقلة‭ ‬تقدمهم‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعايات‭ ‬كاذبة‭ ‬ومضللة‭ ‬موجهة‭ ‬للبسطاء‭ ‬وأنصاف‭ ‬المتعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يمثلون‭ ‬هدفاً‭ ‬سهلاً‭ ‬للتنظيمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية‭ ‬وبيئة‭ ‬خصبة‭ ‬لتقبل‭ ‬أية‭ ‬شائعات‭ ‬مغرضة‭ ‬أو‭ ‬أقاويل‭ ‬كاذبة‭.‬

هناك‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الدعاية‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بخطط‭ ‬الاغتيال‭ ‬المعنوي‭ ‬للرموز‭ ‬والقادة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬خصومهم،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬أشرس‭ ‬درجات‭ ‬الخصومة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ينازع‭ ‬فيها‭ ‬القادة‭ ‬الوطنيين‭ ‬تنظيمات‭ ‬وجماعات‭ ‬ودول‭ ‬تحالفت‭ ‬على‭ ‬الإضرار‭ ‬بالشعوب‭ ‬واختطاف‭ ‬ثروات‭ ‬الدول‭ ‬ونهب‭ ‬مقدراتها‭ ‬ونشر‭ ‬الفتن‭ ‬والفوضى‭ ‬والاضطرابات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬الخصبة‭ ‬للإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬والتطرف،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيسي‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬النهج‭ ‬والرسالة‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة‭ ‬المصلحون،‭ ‬حيث‭ ‬يرغب‭ ‬الحاقدون‭ ‬والمغرضون‭ ‬والمتآمرون‭ ‬في‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬نموذج‭ ‬الإمارات‭ ‬التنموي‭ ‬بما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ،‭ ‬وبما‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬وعبر‭ ‬وخلاصات‭ ‬تضرب‭ ‬المثل‭ ‬والقدوة‭ ‬للجميع‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬توظيف‭ ‬الموارد‭ ‬وبناء‭ ‬قدرات‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمية،‭ ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬عقب‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬التقدير‭ ‬الشعبي‭ ‬الإماراتي‭ ‬والخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬الواسع‭ ‬لمواقف‭ ‬سموه‭ ‬الإنسانية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬حيث‭ ‬تابع‭ ‬الجميع‭ ‬عبر‭ ‬“السوشيال‭ ‬ميديا”‭ ‬زيارة‭ ‬سموه‭ ‬لمنزل‭ ‬طفلة‭ ‬استشعر‭ ‬أنها‭ ‬تأثرت‭ ‬نفسياً‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مصافحة‭ ‬سموه‭ ‬أثناء‭ ‬مراسم‭ ‬استقبال‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬مؤخراً‭ ‬أبوظبي،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬عكست‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬القيادة‭ ‬الإماراتية‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬إنسانية‭ ‬تجعلها‭ ‬مثار‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬عالميين‭.‬

وتأكيداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الحملة‭ ‬الحاقدة‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬الإمارات‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬وإلهام‭ ‬للآخرين‭ ‬وفضح‭ ‬للفاشلين‭ ‬المتكاسلين،‭ ‬فإن‭ ‬الحملة‭ ‬ضد‭ ‬سموه‭ ‬تواكبت‭ ‬مع‭ ‬حملة‭ ‬مشبوهة‭ ‬على‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لمقاطعة‭ ‬المنتجات‭ ‬والسلع‭ ‬المنتجة‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لأسباب‭ ‬مثيرة‭ ‬للسخرية‭ ‬والشفقة‭ ‬ممن‭ ‬يقفون‭ ‬وراء‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬الصبيانية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬يفلح‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬طمس‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار‭.‬

يبقى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬فخراً‭ ‬لشعبه‭ ‬والعرب‭ ‬وقيادة‭ ‬عروبية‭ ‬شامخة،‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬إنسانية‭ ‬وحضارية‭ ‬نبيلة‭ ‬غرسها‭ ‬فينا‭ ‬جميعاً‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس،‭ ‬وبما‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيقه‭ ‬دعماً‭ ‬لفرص‭ ‬ملايين‭ ‬الشباب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بدول‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬واقتصادات‭ ‬مزدهرة‭ ‬ومناخ‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وتبقى‭ ‬الإمارات‭ ‬قِبلة‭ ‬الحالمين‭ ‬بغد‭ ‬أفضل‭ ‬ونموذجاً‭ ‬هو‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬المتحضرة‭. ‬“إيلاف”‭.‬