أنسنة

لجنة البحرنة... ماذا نتوقع؟

| رجاء مرهون

بعد‭ ‬قرابة‭ ‬‮٩‬‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المتواصل،‭ ‬قاربت‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية‭ ‬بشأن‭ ‬البحرنة‭ ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬تقريرها‭ ‬النهائي‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬معدودة،‭ ‬وتأتي‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬وخطوات‭ ‬عملها‭ ‬وما‭ ‬ستصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نتائج،‭ ‬كون‭ ‬البطالة‭ ‬وفرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬اللائقة‭ ‬تتصدر‭ ‬اهتمامات‭ ‬عموم‭ ‬البحرينيين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬ألوانهم‭ ‬وتصنيفاتهم،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬قضية‭ ‬الناس‭ ‬الأولى‭.‬

قبل‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬والتوصيات‭ ‬والنتائج‭ ‬المتوقعة،‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أسجل‭ ‬تقديري‭ ‬لأعضاء‭ ‬اللجنة،‭ ‬لما‭ ‬أبدوه‭ ‬من‭ ‬جدية‭ ‬والتزام‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬الاجتماعات‭ ‬ومتابعة‭ ‬العمل،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬أظهرته‭ ‬اللجنة‭ ‬من‭ ‬شفافية‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬والحقائق‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالقضية‭. ‬

ورغم‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬واجتماعاتها‭ ‬المستمرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬“برود”‭ ‬وغير‭ ‬قلقة‭ ‬بتاتا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ضغط‭ ‬مفترض‭ ‬أو‭ ‬توصيات‭ ‬ستصدر،‭ ‬وباستثناء‭ ‬شركتين‭ ‬حكوميتين‭ (‬طيران‭ ‬الخليج،‭ ‬وباس‭) ‬لم‭ ‬تتحرك‭ ‬أية‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬بخطوات‭ ‬جدية‭ ‬نحو‭ ‬بحرنة‭ ‬الوظائف‭. ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال،‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬سيناريو‭ ‬مماثلا‭ ‬لما‭ ‬حصل‭ ‬قبل‭ ‬أعوام،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬جرى‭ ‬تغيير‭ ‬وزاري‭ ‬أعقب‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬البحرنة؟‭ ‬تشير‭ ‬التسريبات‭ ‬إلى‭ ‬توصية‭ ‬متوقعة‭ ‬“بتفعيل‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية”‭ ‬أو‭ ‬“استجواب”‭ ‬وزير‭ ‬العمل،‭ ‬وهي‭ ‬توصية‭ ‬محل‭ ‬توافق‭ ‬ولا‭ ‬خلاف‭ ‬بشأنها‭. ‬وتشير‭ ‬التسريبات‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ضغط‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬نواب‭ ‬بضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬ضد‭ ‬الوزير‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬أيضا،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بمحاسبة‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬البحرنة‭ ‬والتوظيف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وتجاهل‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬بما‭ ‬يتحمله‭ ‬من‭ ‬مسؤولية‭ ‬عن‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭. ‬

في‭ ‬مقابل‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة،‭ ‬تدفع‭ ‬مجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬نحو‭ ‬التوصية‭ ‬بمساءلة‭ ‬وزير‭ ‬بذاته‭ ‬أو‭ ‬وزراء‭ ‬بعينهم‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬وزاراتهم‭ ‬وإعفاء‭ ‬الوزير‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬أو‭ ‬توجيه‭ ‬سهام‭ ‬النقد‭ ‬المباشر‭.‬

لا‭ ‬أعلم‭ ‬حتى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬رؤية‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الفريقين‭ ‬ستنتصر،‭ ‬لكنني‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬ديوان‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬الأخير‭ ‬أعطى‭ ‬دفعا‭ ‬كبيرا‭ ‬لرؤية‭ ‬المجموعة‭ ‬النيابية‭ ‬الأولى،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬انتقد‭ ‬صراحة‭ ‬موافقة‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬عقود‭ ‬بعض‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭. ‬وغدا‭ ‬لناظره‭ ‬قريب‭.‬