احتفالات البحرين... احتفاء وفرح وتفاؤل

| سالم الشوبكي

احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأعيادها‭ ‬الوطنية‭ ‬ليست‭ ‬كأية‭ ‬احتفالات؛‭ ‬فهي‭ ‬احتفاء‭ ‬بالماضي‭ ‬التليد،‭ ‬وفرح‭ ‬بالحاضر‭ ‬الزاهر،‭ ‬وتفاؤل‭ ‬بالمستقبل‭ ‬المشرق‭ ‬بعون‭ ‬الله‭. ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬والسابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يستذكر‭ ‬البحرينيون‭ ‬وهاماتهم‭ ‬تطاول‭ ‬السماء‭ ‬فخرا؛‭ ‬سِيَرَ‭ ‬أجدادهم‭ ‬الذين‭ ‬سطّروا‭ ‬على‭ ‬ثرى‭ ‬الوطن‭ ‬الطهور‭ ‬ملاحم‭ ‬ستبقى‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬البحرين‭ ‬وذاكرتها‭ ‬الوطنية‭. ‬

وفي‭ ‬دولة‭ ‬ممتدة‭ ‬الجذور،‭ ‬لها‭ ‬تقاليدها‭ ‬الراسِّخة‭ ‬كمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تبقى‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحاء،‭ ‬نهجا‭ ‬لا‭ ‬يَحيدُ‭ ‬عنه‭ ‬أبناؤها؛‭ ‬فهي‭ ‬الإرث‭ ‬الثمين‭ ‬الذي‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬المتعاضدة‭ ‬المتماسكة‭ ‬كالبنيان‭ ‬المرصوص،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬الصلب‭ ‬جاء‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬البحرينية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬انضوت‭ ‬تحت‭ ‬مظلَّة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬دولةً‭ ‬كاملة‭ ‬العضويَّة،‭ ‬وواصل‭ ‬أبناؤها‭ ‬رفع‭ ‬صروح‭ ‬البنيان‭ ‬ومجاراة‭ ‬التطور‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬الميادين‭ ‬ومختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬حتى‭ ‬أضحت‭ ‬المملكة‭ ‬أنموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬الريادة‭. ‬

اليوم‭ ‬يفاخر‭ ‬البحرينيون‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬مملكتهم‭ ‬من‭ ‬ازدهار‭ ‬ونماء‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬قائد‭ ‬مستنيرة،‭ ‬آمن‭ ‬بقدرات‭ ‬أبناء‭ ‬شعبه‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬وتحدي‭ ‬كل‭ ‬المعوقات،‭ ‬ورَسم‭ ‬لهم‭ ‬مشروعه‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ملامح‭ ‬نهضة‭ ‬شاملة‭ ‬يعيشونها‭ ‬واقعا‭ ‬ملموسا،‭ ‬ويجنون‭ ‬حلو‭ ‬ثمارها؛‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬واحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬واحة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والوئام‭. ‬

ولأن‭ ‬أهم‭ ‬أولوياتها‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان؛‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬جيل‭ ‬قابض‭ ‬على‭ ‬الثوابت،‭ ‬مُعزَّزٍ‭ ‬بالولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬متسلِّح‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بكل‭ ‬ثقة،‭ ‬ليواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬النهضة،‭ ‬وقد‭ ‬مُهِدت‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬الدروب‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مبتغاه‭.‬

بمِثل‭ ‬هذا‭ ‬الأنموذج‭ ‬العريق‭ ‬بماضيه،‭ ‬المتميز‭ ‬بحاضره،‭ ‬والمتفائل‭ ‬بمستقبله،‭ ‬يحق‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬وبحرينية‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬ويوجِبُ‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬المخلص،‭ ‬كلٌ‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬وحسب‭ ‬اختصاصه،‭ ‬لإدامة‭ ‬زخم‭ ‬الإنجاز‭ ‬والنجاح،‭ ‬لتحافظ‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬ريادتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قائد‭ ‬مسيرتها‭ ‬المُظفَّرة،‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله‭.‬