محمد بن زايد... قيادة عروبية شامخة (1)

| سالم الكتبي

منذ‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬نشرت‭ ‬كتاباً‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬ولي‭ ‬عهد‭ ‬أبوظبي‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬لإدراكي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬مضت‭ ‬حجم‭ ‬ومكانة‭ ‬وتأثير‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬والتصدي‭ ‬للتهديدات‭ ‬التي‭ ‬نال‭ ‬بعضها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬عريقة،‭ ‬وكاد‭ ‬بعضها‭ ‬الآخر‭ ‬يوسع‭ ‬دائرة‭ ‬نشر‭ ‬الفوضى‭ ‬والدمار‭ ‬والاضطرابات‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية،‭ ‬وما‭ ‬رسم‭ ‬آفاقا‭ ‬كئيبة‭ ‬للمستقبل‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬تاريخية‭ ‬معينة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

نجح‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وبناء‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬متين‭ ‬ضد‭ ‬تيار‭ ‬الفوضى‭ ‬والاضطرابات‭ ‬والتدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بتأسيس‭ ‬تحالف‭ ‬قوي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬شقيقة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬كما‭ ‬نجح‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬نهج‭ ‬القائد‭ ‬المؤسس‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬ولملمة‭ ‬شتات‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬تعرضت‭ ‬لتهديدات‭ ‬وتحديات‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬والأخطر‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭.‬

اللافت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انشغال‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وقيادتها‭ ‬الرشيدة‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬أسس‭ ‬ومداميك‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي،‭ ‬واصلت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬وأخيه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان،‭ ‬وأخيهما‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم،‭ ‬مراكمة‭ ‬النجاحات‭ ‬التنموية‭ ‬حتى‭ ‬ارتقت‭ ‬الإمارات‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬أول‭ ‬رائد‭ ‬فضاء‭ ‬خليجي‭ ‬وعربي‭ ‬إلى‭ ‬المحطة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬كما‭ ‬باتت‭ ‬الدولة‭ ‬تنافس‭ ‬على‭ ‬المراتب‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنافسية‭ ‬التنموية‭ ‬عالمياً،‭ ‬وأصبح‭ ‬العيش‭ ‬فيها‭ ‬حلماً‭ ‬لملايين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬فقط‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬وإنجازات‭ ‬حققها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ليس‭ ‬مستغرباً‭ ‬أبداً‭ ‬أن‭ ‬تشن‭ ‬بعض‭ ‬الدوائر‭ ‬والأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬ضده‭ ‬حملة‭ ‬مغرضة‭ ‬تستهدف‭ ‬تشويه‭ ‬النموذج‭ ‬والنيل‭ ‬مما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬لأن‭ ‬انتشار‭ ‬مقومات‭ ‬النموذج‭ ‬الإماراتي‭ ‬بما‭ ‬يشتمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬وأسس‭ ‬معنوية‭ ‬ومادية‭ ‬يمثل‭ ‬خطراً‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأجندات‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الفتن‭ ‬والتطرف‭ ‬والتخلف‭ ‬والإرهاب‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭.‬

كيف‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭ ‬نشر‭ ‬الفكر‭ ‬الإرهابي‭ ‬المتطرف‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬بانتشار‭ ‬نموذج‭ ‬تنموي‭ ‬ناجح‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬والانفتاح‭ ‬عليه‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الموارد‭ ‬والطاقات‭ ‬البشرية‭ ‬والمادية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الدول‭ ‬وتطورها‭ ‬وتحضرها،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬إسعاد‭ ‬الإنسان‭ ‬وضمان‭ ‬الازدهار‭ ‬والتقدم‭ ‬الاقتصادي؟‭! ‬“إيلاف”‭.‬