ياسمينيات

الإسكان تخيرني ما بين زوجي وأمي

| ياسمين خلف

أسوأ‭ ‬وضع‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬المرء‭ ‬هو‭ ‬التخيير‭ ‬بين‭ ‬جنته‭ ‬وناره‭ ‬–‭ ‬أمه‭-‬وبين‭ ‬حياته‭ ‬الزوجية‭ ‬واستمرارها،‭ ‬فلم‭ ‬تتوقع‭ ‬صاحبتنا‭ ‬أنها‭ ‬وبعد‭ ‬كفالة‭ ‬والدتها‭ ‬الأرملة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شقة‭ ‬تمليك‭ ‬تؤويهما‭ ‬مع‭ ‬أخيها،‭ ‬أن‭ ‬تُحرم‭ ‬هي‭ ‬وزوجها‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬التقدم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬بعد‭ ‬زواجها‭! ‬هي‭ ‬لم‭ ‬تعلم‭ ‬باشتراطات‭ ‬الوزارة،‭ ‬ولم‭ ‬تبلغ‭ ‬بها،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬بلغت‭ ‬بذلك‭ ‬حينها،‭ ‬فإنها‭ ‬ولبرها‭ ‬بوالدتها‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬بهذا‭ ‬الشرط‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬مسكن‭ ‬يسترها‭ ‬وعائلتها،‭ ‬ويحميهم‭ ‬من‭ ‬التشتت‭ ‬والضياع‭.‬

الحكاية‭ ‬ترجع‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬ثمانيسنوات،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬عزباء‭ ‬وظروف‭ ‬أسرتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬التراجع‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر،‭ ‬فهي‭ ‬نشأت‭ ‬يتيمة‭ ‬الأب،‭ ‬والأم‭ ‬تحملت‭ ‬مشقة‭ ‬تربيتها‭ ‬مع‭ ‬إخوتها‭ ‬براتب‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬50‭ ‬ديناراً‭ ‬كونها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬روضة‭.‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وبعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬حالتهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬نسقمشكورا‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬لتوفير‭ ‬شقة‭ ‬تمليك‭ ‬للأسرة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تسجل‭ ‬باسم‭ ‬والدتها‭ ‬بحجة‭ ‬تقدمها‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬ولأن‭ ‬أخاها‭ ‬عاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬حلغير‭ ‬أن‭ ‬تُسجل‭ ‬الشقة‭ ‬باسم‭ ‬الابنة،‭ ‬وتم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬واستقرت‭ ‬الأسرة‭ ‬بالشقة‭.‬

تزوجت‭ ‬الابنة‭ ‬قبل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وعندما‭ ‬أرادت‭ ‬وزوجها‭ ‬التقدم‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬رفض‭ ‬طلبهما،‭ ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬تكفل‭ ‬والدتها‭ ‬بشقة‭ ‬تمليك‭ ‬سكنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحرمها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬خدمة‭ ‬إسكانية‭ ‬غيرها‭!  ‬الزوجة‭ ‬تسكن‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬بمنزل‭ ‬والد‭ ‬زوجها‭ ‬الآيل‭ ‬للسقوط،‭ ‬ولا‭ ‬أمل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬كونها‭ ‬كافلة‭ ‬لسكن‭ ‬والدتها‭! ‬مشاكل‭ ‬زوجية‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬يومياً‭ ‬كلما‭ ‬ضاق‭ ‬بهما‭ ‬الحال‭ ‬وضاق‭ ‬بهما‭ ‬السكن‭.‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬أبلغت‭ ‬الزوج‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬حلين‭ ‬لا‭ ‬ثالث‭ ‬لهما،‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تُرفع‭ ‬الكفالة‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬والدتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬مع‭ ‬أخيها‭ ‬العاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لن‭ ‬يجدا‭ ‬لهما‭ ‬سكنا‭ ‬يؤويهما،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬زوجهاامرأة‭ ‬أخرى‭ ‬لتكتب‭ ‬الوحدة‭ ‬السكنية‭ ‬باسم‭ ‬الزوجة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬كافلة‭ ‬والدتها،‭ ‬فلا‭ ‬امرأة‭ ‬تقبل‭ ‬بالزوجة‭ ‬الثانية،‭ ‬وإن‭ ‬قبلت‭ ‬هي‭ ‬فلا‭ ‬امرأة‭ ‬ستقبل‭ ‬أن‭ ‬تتزوج‭ ‬برجللتؤوي‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬معأمها‭ ‬وأخيها‭ ‬في‭ ‬منزلها‭!.‬

 

ياسمينة‭:

‬الحل‭ ‬لغز،‭ ‬ووحدها‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬من‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬حله‭.‬